الثورة-المهندس بسام مهدي:
في فضيحة هزّت عالم الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، انهارت شركة “Builder.ai” البريطانية، التي كانت تُروّج لنفسها كمنصة تطوير تطبيقات مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بعد اكتشاف أنها كانت تعتمد على مبرمجين بشريين في الهند لكتابة الأكواد يدوياً، متجاهلةً الادعاءات بأنها تستخدم تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة.
فضيحة “Natasha” و”التدوير المالي”
أُثيرت الشكوك حول مصداقية “Builder.ai” عندما تبين أن مساعدها الافتراضي المزعوم “Natasha” لم يكن سوى واجهة دعائية، بينما كان مئات المهندسين في الهند يعملون خلف الكواليس.
كما تكشّف أن الشركة كانت تشارك في ممارسات مالية مشبوهة، مثل “التدوير المالي” (Round Tripping) مع شركة هندية أخرى تُدعى “VerSe”، حيث كانت تصدر فواتير مزيفة لرفع أرقام المبيعات بشكل وهمي، ما جذب مستثمرين جدد وأدى إلى تضخيم تقييم الشركة.
انهيار الشركة وإعلان الإفلاس
في مايو 2025 أعلنت “Builder.ai” عن إفلاسها بعد أن استولت الجهات الدائنة على 50 مليون دولار من أموالها، ما دفع الشركة إلى الدخول في إجراءات الإفلاس، وقد أدى ذلك إلى تسريح 80% من موظفيها، أي حوالي 1000 شخص، في خطوة تعكس حجم الأزمة التي تمر بها الشركة.
تداعيات الفضيحة
تسلّط هذه الفضيحة الضوء على ظاهرة “الذكاء الاصطناعي الوهمي” في بعض الشركات الناشئة، حيث تُستخدم واجهات دعائية وتقنيات تسويقية لتضليل المستثمرين والجمهور، وتثير هذه القضية تساؤلات حول مصداقية ادعاءات الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي، وتدعو إلى ضرورة وجود رقابة صارمة وشفافية أكبر في هذا القطاع.
تُعد فضيحة “Builder.ai” درساً قاسياً في أهمية النزاهة والشفافية في عالم الشركات الناشئة، خاصة في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي.
إنها تذكير بأن الابتكار يجب أن يكون مدعوماً بصدق وواقعية، وأن الادعاءات غير المدعومة بالحقائق قد تؤدي إلى انهيار الشركات وتدمير سمعتها.