سوريا تنهض بمسؤولية تاريخية في تحقيق استقرار المنطقة

الثورة-منهل إبراهيم:

تشهد المنطقة تحولات جذرية في سمة العلاقات الثنائية بين دولها، وفي شكل التحالفات، منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول الماضي.المنطقة وبعد عقود من الصراعات والمنافسات السلبية التي حكمت تفاعلاتها، عادت اليوم معظم الدول فيها، وفي العالم من حولها لمراجعة مواقفها وتغليب مصالحها الوطنية وحاجاتها الإقليمية والدولية نحو مرحلة جديدة من الانفتاح والسعي إلى الاستقرار تركز على تحقيق التنمية الشاملة وتحييد عوامل الصراع والنزاعات، وقد فتح ذلك الباب واسعاً أمام الجميع لطرح المبادرات وتقديمها والإسهاب بها، طالما ذلك يُحقق تلك المصلحة المشتركة لدول المنطقة، وسوريا لاشك سباقة نحو دعم استقرارها، واستقرار المنطقة ككل.ومع ذلك؛ فإن حل الصراعات والأزمات الداخلية والخارجية في دول المنطقة أو إدارتها، مسألة شديدة التعقيد لعوامل سياسية واقتصادية واجتماعية، وسوريا تدرك عمق الأزمات والتحديات المستمرة التي تعصف بالمنطقة الشرق أوسطية، والعالم من حولها، وتعمل على دعم استقرار المنطقة بالأقوال والأفعال. ومن هذا المنطلق أكد السيد الرئيس أحمد الشرع على انفتاح سوريا على جميع المبادرات الجادة التي من شأنها دعم أمن المنطقة واستقرارها شريطة أن تبنى على احترام سيادة سوريا واستقلال قرارها الوطني.

كلام الرئيس الشرع جاء خلال استقباله في العاصمة دمشق، مستشار الأمن القومي البريطاني جوناثان باول، وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع الدولية، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.وبحثت سوريا وبريطانيا، سبل تعزيز العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وفي صلب البحث كان المحور الأساسي دعم وترسيخ الاستقرار في المنطقة، والعالم، وإرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين.وفي تموز الماضي، أعلنت بريطانيا أنها أعادت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية ديفيد لامي للعاصمة السورية دمشق.وقال لامي حينها في بيان: “هناك أمل متجدد للشعب السوري، تعيد المملكة المتحدة العلاقات الدبلوماسية لأن من مصلحتنا دعم الحكومة الجديدة للوفاء بالتزاماتها ببناء مستقبل مستقر وأكثر أمناً وازدهاراً لجميع السوريين”.كما أعلنت الحكومة البريطانية عن حزمة إضافية بقيمة 94.5 مليون جنيه إسترليني، لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسوريين.سوريا الجديدة تسعى إلى استعادة الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، وتواجه تحديات المرحلة الراهنة بدعم عربي ودولي، وما هو مطلوب وضروري هو الإسراع الدولي والعربي في دعم إنهاء التوترات الداخلية والخارجية، وبلوغ الوسائل التي تمهد الطريق لتعزيز التعاون وتعميقه، وتوفير الأسباب التي تدعم الاستقرار في سوريا والمنطقة، إلا أنه من المؤكد لا يمكن تحقيق كل ذلك بشكل فجائي وسريع، إنما يحتاج الأمر إلى متسع من الوقت، لكن الإسراع في الإنجاز سيوفر الكثير من المعاناة ليس في سوريا فحسب، بل لجميع دول المنطقة التي تخيم عليها حالة من عدم الاستقرار منذ عقود.

وبينما يتم تحضير المسرح الدولي لنظام عالمي جديد، فإن الضرورة تقتضي حجز مكان وحضور لسوريا ودول المنطقة في فضاء ذلك النظام الذي يسعى لتحقيق تعددية قطبية، ومن هنا تأتي أولوية تواجد أرضية قوية عمادها الأمن والاستقرار واحتواء التوترات، وهذا ما قصدت به سوريا في دعمها لاستقرار المنطقة، لأنه عامل القوة الأمثل لإثبات الحضور السياسي والاقتصادي والانطلاق في ترسيخ كيان الدول في محيطها الدولي.ولا يمكن إغفال الوضع المروع والفوضوي الناتج عن السياسات الإسرائيلية الرافضة للسلام، ودور تلك السياسات في استمرار حالة عدم الاستقرار والتوترات الأمنية في سوريا والمنطقة بسبب تدخلاتها السافرة في شؤون دولها .

ومن المؤكد أن التعاون بين دول المنطقة والعالم، لإرساء الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني بات ضرورة ملحة، وسوريا تؤيد أي خطوة في هذا المسار، وتسعى للتعاون غير المحدود ضمن أطر وعناوين السيادة بعيدا عن التدخل في شؤونها الداخلية، وضمن ما يكفل احترام سيادتها، وسيادة كل دول المنطقة على حد سواء.

آخر الأخبار
محافظ درعا يعد بتنفيذ خدمات خربة غزالة الاقتصاد السوري.. المتجدد زمن الإصلاح المالي انطلاق الماراثون البرمجي للصغار واليافعين في اللاذقية محليات دمشق تحتفي بإطلاق فندقين جديدين الثورة - سعاد زاهر: برعاية وزارة السياحة، شهدت العاصمة دم... السفير الفرنسي يزور قلعة حلب.. دبلوماسية التراث وإحياء الذاكرة الحضارية تحضيرات لحملة مكافحة الساد في مستشفى العيون بحلب 317 مدرسة في حمص بحاجة للترميم أردوغان: لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل سوريا  من العزلة الى الانفتاح .. العالم يرحب " بسوريا الجديدة" باراك: نتوقع تشكيل حكومة سورية شاملة قبل نهاية العام أهالي قرية جرماتي بريف القرداحة يعانون من انقطاع المياه "الأمم المتحدة" : مليون  سوري عادوا لبلادهم منذ سقوط النظام البائد  "إسرائيل " تواصل مجازرها في غزة.. وتحذيرات من ضم الضفة   "فورين بوليسي": خطاب الرئيس الشرع كان استثنائياً بكل المقاييس  فوز ثمين لليون وبورتو في الدوري الأوروبي برشلونة يخطف فوزاً جديداً في الليغا سلة الأندية العربية.. خسارة قاسية لحمص الفداء  رقم قياسي.. (53) دولة سجّلت اسمها في لائحة الميداليات في مونديال القوى  مع اقتراب موسم قطاف الزيتون.. نصائح عملية لموسم ناجح "جامعة للطيران" في سوريا… الأفق يُفتح بتعاون تركي