الثورة- هيثم قصيبة:
تعد الغابات من أهم مكونات النظام البيئي الطبيعي، فهي مصدر حيوي للأوكسجين ومخزن للتنوع الحيوي وموئل للحيوانات والطيور، وثروة حقيقية غنية بالنباتات العطرية المتنوعة.وعندما تتعرض للحرائق يحدث ما يسمى باختلال التوازن البيئي، فتنعدم الحياة ضمن المساحات المحروقة، ما يتطلب أحياناً التدخل البشري لإعادة التأهيل والتشجير للمواقع التي التهمتها النيران.
خطة مزدوجة
عن الخطة التي وضعتها مديرية زراعة اللاذقية لتأهيل الغابات المحروقة بريف اللاذقية الشمالي، وتقدير الأضرار والتعويض للمتضررين، أكد رئيس دائرة الحراج ماهر محمد لـ” الثورة”، أن وزارة الزراعة وضعت خطة طموحة مزدوجة لتعويض المتضررين وتأهيل الغابات المحروقة.
وتهدف الخطة إلى التدخل المباشر على المدى القصير عبر نثر البذور وزراعة أنواع حراجية محلية مناسبة، ولاسيما في المناطق التي تعرضت لحرائق عالية الشدة. وأشار محمد إلى أن المرحلة الثانية من الخطة توضعت على المدى الطويل، عبر حماية المواقع المتضررة وتركها تتجدد بشكل طبيعي اعتماداً على البذور أو من الأعضاء الحية تحت التربة.. لافتاً إلى أن دائرة الحراج في اللاذقية ستقوم خلال موسم 2025 – 2026 بتحريج 445 هكتاراً وإنتاج 612 ألف غرسة حراجية، وتشمل الأنواع التي تتوزع على أشجار بيئية واقتصادية، مثل الخرنوب والغار والسماق، وخاصة في المواقع القريبة من القرى المتضررة، وذلك من أجل بناء نموذج جديد من الشراكة بين الغابات والمجتمع المحلي، بما يحقق الاستدامة ويقلل من خطر الحرائق في المستقبل.
تعويض المتضررين
وعن دور اللجان التي شكلتها مديرية زراعة اللاذقية لدعم القرى المتضررة من الحرائق والتعويض للمتضررين، أوضح مدير زراعة اللاذقية عبد الفتاح السمر لـ” الثورة”، أن المديرية ستعتمد على تقارير اللجان المشكلة التي تقوم بإحصاء الأضرار، ولاتزال هذه اللجان تقوم بعملها، الذي يتضمن حصر الأراضي الزراعية المتضررة والثروة الحيوانية وكافة المعدات الزراعية.
وفي سياق متصل، يشار إلى أن مدير الزراعة قام بجولة ميدانية إلى المواقع المحروقة في الريف الشمالي، بهدف تقييم حجم الأضرار والخسائر التي لحقت بالمزارعين، وتم بعد الجولة وضع رؤية متكاملة حول آلية التعويض للمتضررين وتعزيز الجهود لدعم المجتمع المحلي المتأثر.