الاستثمارات خطوة الانطلاق لأحلام السوريين.. عبد الرحمن تيشوري: وجه حضاري حقيقي لسوريا البناء والحضارة
الثورة – ربا أحمد:
تعتبر مذكرات التفاهم الاستثمارية التي شملت 12 مشروعاً بقيمة إجمالية، تبلغ 14 مليار دولار أميركي، نقلة نوعية في تحقيق أحلام السوريين التي لطالما كانت بعيدة المنال، ولم تعد سوريا خارج منظومة التطور والتنمية، بل أصبحت في صلب النهضة الإقليمية، ولاسيما أن هذه المشاريع شملت محافظات عدة، ستشكل انطلاقة اقتصادية واجتماعية كبيرة لأبنائها.
فمن مترو دمشق، إلى “بوليفارد” حمص، إلى “مارينا” طرطوس، وأبراج دير الزور، وغيرها من المشاريع التي كانت بعيدة المنال، فقد اعتاد المواطن السوري أن يخطط للحصول على الحد الأدنى من حاجاته المعيشية، فيما كان وجود شركات إقليمية وعالمية ضرباً من الخيال، وقد قاطعت البلد منذ زمن بعيد.
وجه حضاري
عن أهمية هذه الاستثمارات، أكد خبير التنمية والتطوير عبد الرحمن تيشوري، أن العرب اليوم ودول الجوار، يمدون يدهم للسوريين في هذا الوقت الجوهري للتنمية والتطوير، وهذا سيتجاوز الدمار الذي خلّفه النظام البائد، وكان مسؤولاً عنه، وهي فرصة كبيرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وستوجد فرص عمل كبيرة، نحن بأمسّ الحاجة لها للشباب وأحلامهم بالتنمية والعمل المجدي لمستقبلهم، وستكون باباً مشرعاً للسائح والمستثمر والمغترب، ووجهاً حضارياً حقيقياً لسوريا البناء والحضارة عبر التاريخ.
ولفت تيشوري إلى أن توزيع المشاريع على المحافظات كافة أمر مهم، ولاسيما بالنسبة لقطاع السكن، ويتم تقديم خدمات للشركات التي تشيد أبنية للمواطن ذوي الدخل المحدود والمهجرين ليعودوا إلى الوطن بعزة وكرامة، وبالتالي فإن وزارة الإسكان بحاجة اليوم إلى سياسة وطنية بتخفيف الضرائب وتقديم الأراضي وتسهيل توفير البنى التحتية لهذه الشركات.
الاستثمار الزراعي
ومن ناحية أخرى، أشار تيشوري إلى ضرورة دخول قطاعات جوهرية أيضاً في الاستثمار، كأولوية الاستثمار الزراعي، كون 70 بالمئة من المواطنين يعملون بالزراعة، إذ تدعم الدولة القطاع المنتج للزراعة اقتصادياً وإدارياً وفنياً، كتمويل البذار ومياه الري والأعلاف والأسمدة والأدوية الزراعية والطبابة البيطرية وتأمين الجرارات الزراعية، وكل ما يخص التنمية الزراعية والصناعة المرتبطة بها لتحقيق الأمن الغذائي.
إضافة إلى الاستثمار الصحي العام بدعم المستشفيات العامة والمستوصفات وتوفير الأدوية النوعية، فالقطاع الطبي جزء مهم في تطوير البنية الخدمية والاقتصادية، ولاسيما بوجود أطباء سوريين لديهم من المقدرات الكثير ليكونوا نواة حقيقية في تنمية هذا القطاع ، ولإيجاد تعاون مع الهيئات العامة الطبية في سوريا لتخفيف أجور العمليات الجراحية والصحية، التي أصبح المواطن غير قادر على تكاليفها.
حجر الأساس
وأوضح تيشوري أن الرواتب الجيدة، وفق المعايير العالمية، هي حجر الأساس في بناء أي دولة ، وأن الزيادة التي صدرت من السيد الرئيس أحمد الشرع نقلة نوعية في حياة المواطن، والأمل بزيادة مرتقبة أخرى لكي يجد الموظف نفسه جزءاً من عملية التنمية ويقدم ما له وما عليه، وكي يكون محور هذا الاستثمار الكبير في الدولة السورية المحررة واليد اليمنى في تيسير عمل جميع القطاعات المستثمرة.