ليست كل غيرة بريئة، لأنها في بعض بيئات العمل تتحول من دافع للتطوير إلى أداة هدم خفية، تضعف الروح الجماعية وتخلق توترات غير معلنة. حين يرى البعض في نجاح الآخرين تهديداً لمكانتهم، تظهر سلوكيات سامة كالتقليل من الإنجازات ونشر الإشاعات، مما يشوه العلاقات ويضعف الثقة، ويحول الطاقة إلى سلبية تربك الفريق وتطفئ روح المبادرة.
هذه الغيرة لا تعالج بالصمت، بل تتطلب تدخلاً إدارياً واعياً. فالإدارة ليست جهة تنظيمية فقط، بل بيئة حاضنة للعدالة والاعتراف، تبدأ ببناء ثقافة تقدر الجهد الفردي ضمن النجاح الجماعي، وتشجع على الشفافية والتواصل.
ولحماية الأفراد، يجب تمكينهم من أدوات المواجهة الهادئة، كالتوثيق المهني واللجوء لقنوات الدعم، وتجنب الصراعات الشخصية. كما أن تعزيز الثقة بالنفس والتركيز على الأثر الحقيقي للعمل يحصنهم نفسياً من محاولات الإحباط.
الغيرة السامة ليست مشكلة فردية، بل مؤشر على خلل في بيئة العمل. ومع إدارة واعية، يمكن تحويلها إلى فرصة لإعادة بناء الثقة وتعزيز الانتماء وحماية من يستحقون التقدير.
