الثورة – ثورة زينية:
طالب سكان قرى وادي بردى في معرض شكوى قدموها لصحيفة الثورة، بإعادة خطوط نقل السرفيس التي تقلهم لقراهم إلى جسر الحرية، بعد أن تمت إعادة خط جديدة الشيباني إلى جسر الحرية، ونظراً للمعاناة التي يتكبدها سكان تلك القرى في عملية التنقل بين دمشق ووادي بردى، هي ليست المرة الأولى التي يقدمون فيها الشكوى، فقد تقدموا بشكاوى عديدة وكتب لمحافظتي دمشق وريفها، يناشدون فيها المعنيين- حسب ما أفاد به رئيس بلدية كفير الزيت محمد جمال زينة.
وكانت إدارة المرور في دمشق نقلت في آذار الماضي مواقف انطلاق عدد من خطوط الباصات والميكروباصات من جسر الحرية في منطقة فكتوريا وسط العاصمة، إلى خارج دمشق عند جسر الوزان في دمر، وهو مركز تبادلي سابق.
الخطوة جاءت في إطار تخفيف الازدحام الشديد عند محور جسر فكتوريا، وكانت تنطلق الباصات والميكروباصات من جسر الحرية لتلتف عند جسر فكتوريا، وتعود إلى طريق ساحة الأمويين- حسب بيان كانت أصدرته إدارة المرور، ونقلت بموجب هذه القرار تسعة خطوط، تضم خطوط النقل باتجاه مناطق وادي بردى، وعين الفيجة، والديماس، في كل من ضاحية الفردوس، ومساكن الديماس، وجديدة الشيباني، جديدة الوادي، وأشرفية الوادي، وعين الخضرة، وعين الفيجة، بسيمة، وقرى الشام، وأصبح المركز التبادلي في جسر الوزان نقطة الانطلاق من وإلى المناطق المذكورة آنفاً، كما نقلت خطوط الصبورة والديماس إلى مركز الانطلاق في منطقة السومرية نهاية أوتوستراد المزة.
ورغم الآثار الإيجابية التي بدت واضحة للعيان منذ أول يوم تم فيه نقل الخطوط من تخفيف لحدة الازدحام المروري في الشوارع المحيطة، وتحسن الحركة داخل مركز الانطلاق لجهة انخفاض كبير بأعداد الميكروباصات المتوقفة، إلا أن قرار نقل الخطوط خارج دمشق قوبل بالشكوى من قبل المواطنين، وتواصلوا مع العديد من وسائل الإعلام التي نقلت شكواهم ومطالباتهم بإعادة هذه الخطوط إلى مركز الانطلاق وسط دمشق.
صحيفة الثورة استطلعت الواقع في جسر الوزان، ونقلت آراء بعض المواطنين ومطابقتها بما لمسته على أرض الواقع.
مطالبات بالجملة ممن التقيناهم بضرورة إعادة خطوط نقل وادي بردى إلى جسر الحرية. ربيعة السهوي- موظفة في دمشق، بينت أنها أصبحت مضطرة لركوب أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى وجهتها، كما أنها مضطرة للخروج من منزلها بوقت مبكر جداً للوصول إلى عملها في الوقت المحدد، مضيفة: لقد تضاعف ما كنت أدفعه أجرة ركوب مع معاناة الحصول على وسيلة ركاب ثانية من جسر الوزان الى جسر الحرية.
راميا نمورة- طالبة جامعية، أكدت أنه كان من المفروض عدم ترحيل أزمة الازدحام المروري إلى خارج العاصمة، بل العمل على بناء منظومة نقل عامة متكاملة تراعي الوقت والتكلفة المادية وتوفير بدائل نقل فعالة ومريحة وسريعة، وحسب قولها فإن المبلغ الذي تدفعه كأجرة طريق يومياً تضاعف، كونها تضطر أحياناً وللوصول بشكل أسرع لمتابعة محاضراتها الجامعية لركوب الفانات التي تتقاضى تسعيرة أعلى بكثير من السرافيس، لكنها تصل لجسر الحرية، مضيفة: لا يجب أن نحقق الهدف المروري ونتجاهل العبء الاجتماعي.
رابح العواني موظف حكومي، شكا من أنه يعاني من الحصول على وسيلة نقل تقله إلى دمشق بعد وصوله إلى جسر الوزان قادماً من قرية الحسينية، وأن انتظاره قد يطول لأكثر من ساعة للحصول على واسطة نقل للوصول إلى عمله.
اقتراحات السائقين
السائقون هم أيضاً لم ترق لهم عملية نقل الخطوط، وأنهم كانوا يحملون ركاباً إضافيين من المناطق الواقعة على الطريق إلى مركز المدينة، كما أنهم اضطروا لخفض الأجرة التي كانوا يتقاضونها من الركاب إلى ما يقرب من 3 آلاف ليرة- مطالبين بإعادة الخطوط إلى جسر الحرية، مقترحاً ألا تتوقف الميكروباصات داخل الجسر، بل تنقل الركاب إلى طرفه وتكمل طريقها مباشرة إلى وادي بردى، مشيراً إلى أنه جرب مرة الوصول إلى جسر الحرية، إلا أنه تلقى مخالفة تغيير الخط بغرامة وصلت إلى 130 ألف ليرة سورية وحجز الميكروباص من قبل فرع المرور بدمشق لمدة ثلاثة أيام و10 آلاف ليرة يومياً لكراج الحجز.
وللعلم فإنه في حال تكرار مخالفة تغيير يُحجز السرفيس لمدة 10 أيام بمبلغ إضافي يصل لـ 100 ألف ليرة، وتصل العقوبة إلى شهر في حال تكررت المخالفة للمرة الثالثة، ما يزيد التكلفة عدة أضعاف.
إجراءات ضرورية
الخبير المتخصص بهندسة الطرقات المهندس جمال الباشا قال في تصريحه لـ”الثورة”: “ربما تكون بعض القرارات أحياناً فيها شيء من الإجحاف بحقّ المواطن، وبعض الألم قد يكون ضرورياً للتخلص من الأمراض المستعصية، ودمشق بوضعها الحالي تحتاج إلى إفراغ تدريجي من بؤر الازدحام المروري، لكن بالمقابل يجب وضع مصلحة المواطن بالدرجة الأولى، ولاسيما في هذه الظروف المعيشية الصعبة، وعدم الإقلاع بعد بالمشاريع المرورية التي يمكن أن تحسن من الواقع المروري بشكل عام، على أمل قريب بإجراء جراحات كبرى لإخراج العاصمة دمشق من دوامات الازدحام وأزمات النقل والمرور والتلوث البيئي الكبير الذي لحق بها، من خلال تنفيذ مشروعات استراتيجية مثل الميترو والعقد المرورية الضخمة وإدخال وسائط نقل حديثة ومتطورة وصديق للبيئة”.