الثورة- ترجمة ختام أحمد:
أصدروزير الخارجية التركي هاكان فيدان أمس الأربعاء، إنذاراً نهائياً آخر للجماعات المسلحة الكردية السورية، وحثّها على التخلي عن آمال التعاون مع إسرائيل ضد دمشق واحترام اتفاقها على الاندماج مع الحكومة السورية.
وفي نبرة حادة على غير العادة، قال فيدان: إن أنقرة ليست ساذجة وكانت على علم كامل بأنشطة “قسد”، وأضاف: “يقولون إن الاتفاق الذي أبرمناه مع سوريا لا يلزمنا كثيراً من حيث البنود المكتوبة فيه”.
وتأتي تصريحات فيدان في الوقت الذي زار فيه وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني أنقرة برفقة وزير الدفاع ورئيس المخابرات، لمناقشة التحديات الأمنية في شمال سوريا وكذلك الوضع في السويداء.
وفي المؤتمر الصحفي المشترك في أنقرة، انتقد الشيباني أيضاً المؤتمر الذي عقدته قسد مؤخراً في الحسكة، حيث دعا ممثلون عن مختلف الأقليات العرقية والدينية إلى الحكم الذاتي، وقال: إنهم لا يمثلون الشعب السوري، مؤكداً ثبات دمشق على الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
وكانت دمشق قد ألغت الأسبوع الماضي اجتماعاً مع ممثلي “قسد” في باريس احتجاجاً على المؤتمر، ويعود ذلك جزئياً أيضاً إلى اعتراضات تركيا على الوساطة الفرنسية.
وكان الرئيس أحمد الشرع قد وقّع في آذار الماضي مذكرة تفاهم مع قائد “قسد”، مظلوم عبدي، وافق فيها مبدئياً على الاندماج مع دمشق، وتضمنت الاتفاقية دمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش الوطني، ونقل السيطرة على الحدود والمؤسسات الحكومية والسجون وحقول النفط والغاز إلى السلطات المركزية.
تزامنت هذه الخطوة مع محادثات السلام التركية مع حزب العمال الكردستاني، الذي أعلن حل نفسه في أيار الماضي بعد مناشدات من مؤسسه المسجون عبد الله أوجلان.
وصرحت قوات “قسد”، لاحقاً بأن هذه العملية لا تعنيها أيضاً، ومنذ ذلك الحين، غيّرت “قسد”، التي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها فرع من حزب العمال الكردستاني، موقفها وبدأت تطالب بالحكم الذاتي ونظام حكم لا مركزي، لاسيما بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على دمشق وجنوب سوريا.
وفي مقابلات متعددة، صرّح عبدي بأنه يريد أن تبقى “قوات سوريا الديمقراطية” تحت هيكل قيادة منفصل، وحذرفيدان من أن صبرأنقرة بدأ ينفد بعد فشل “قسد” في اتخاذ خطوات ملموسة لمعالجة المخاوف الأمنية التركية، وقال في إشارة إلى المقاتلين الأجانب الذين تعهدت قسد بطردهم: “نرى في الوقت الحاضر أن أعضاء “قوات سوريا الديمقراطية” القادمين من تركيا والعراق وإيران وأوروبا لم يغادروا سوريا”، و”على العكس من ذلك، نرى أنهم ينتظرون المشاكل المحتملة لتعظيم استفادتهم من جميع العمليات- سواء في دمشق أو أنقرة”، “لا ينبغي لهم أن يظنوا أننا لا نرى هذا؛ فنحن نراه”.
وقال فيدان أيضاً: إن “قوات سوريا الديمقراطية” تسعى للحصول على مساعدة إسرائيلية للحفاظ على السيطرة على المناطق ذات الأغلبية العربية بالقوة، والحفاظ على علاقاتها مع حزب العمال الكردستاني، مضيفاً “لكن في بيئة لا يتم فيها معالجة المخاوف الأمنية التركية، فليس لدينا أي وسيلة للبقاء هادئين هنا”.
وبينما دعا “قسد” إلى السعي إلى السلام مع كلّ من تركيا وسوريا، اقترح فيدان أيضاً أنه لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بالتطورات المحتملة، ملمحاً إلى أن أنقرة مستعدة لاتخاذ تدابير أخرى، ربما بما في ذلك العمل العسكري.
في الشهر الماضي، أفاد موقع “ميدل إيست آي” أن تركيا والولايات المتحدة، في اجتماع مع مسؤولي قوات “قسد”، منحتا مجموعة عبدي مهلة 30 يوماً لتسريع عملية الانضمام إلى دمشق، ومن المقرر أن تنتهي هذه المهلة خلال أيام.
وبحسب مصدر إقليمي تحدث لموقع “ميدل إيست آي”، حذر مسؤولون أميركيون قوات سوريا الديمقراطية من أن التحالف الدولي قد لا يكون قادراً على حمايتهم إذا قررت دمشق شن هجوم عسكري في حال عدم الالتزام باتفاق 10 آذار.
وكشفت المصادر أيضاً أن المبعوث الأميركي الخاص توماس باراك طلب خلال لقاءاته مع المسؤولين الأتراك في أنقرة، مزيداً من الوقت للجهود الدبلوماسية والمفاوضات مع قوات “قسد”، وبحسب ما ورد، رد المسؤولون الأتراك، بعبارات دبلوماسية، بأن “القرار والسلطة في هذا الشأن تقع على عاتق حكومة دمشق، وأنه تماشياً مع التعاون العسكري بين دمشق وتركيا وحساسيات الأمن القومي التركي، فإن أي طلب للدعم من دمشق سيتم الرد عليه بشكل إيجابي”.
وقالت مصادر أمنية سورية لموقع “ميدل إيست آي” إن زيارة الوفد السوري إلى أنقرة ستركز على هذا السياق، مع بنود رئيسية على جدول الأعمال تشمل التهديدات المشتركة، وأمن الحدود، ومتابعة الاتفاقيات، والاستثمارات الاقتصادية المحتملة.
المصدر -Middle East Eye