الثورة- منذر عيد:
أكد الأستاذ نعيم أقبيق المحامي المختص بالقانون الدولي والإنساني أن إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده لما تسمى “رؤية إسرائيل الكبرى”، وتأكيده بأنه يحمل رسالة “تاريخية وروحانية” تتوارثها الأجيال، تتنافى مع روح ميثاق الأمم المتحدة، إذ إن هناك إعلاناً صادراً عام 1960 حول إنهاء الاستعمار وعدم التوسع، وخاصة ما جاء بالمادة السادسة من إنهاء الاستعمار والاحتلال.
وقال اقبيق في تصريح لـ”الثورة”: من الطبيعي أن يصدر عن الصهاينة مثل هذه التصريحات، خاصة انه مشروعهم الاستيطاني هو “إسرائيل الكبرى”، وتصريحات نتنياهو هي عودة لتصريحات حاييم وايزمن، وديفد بن غوريون وكتاباتهم، إلى ما يسمونه المشروع التوراتي، قبل آلاف السنين كما يدّعون “، موضحاً أن تصريحات نتنياهو مخالفة لروح ميثاق الأمم المتحدة، حيث لا يجوز سلب أراضي الغير بالقوة ولا يجوز التوسع.
وبين أقبيق أن الهدف من ميثاق الأمم المتحدة الذي أقرّ عام 1945 هو أولاً حفظ السلم والأمن الدوليين، وتصريحات نتنياهو توحي بمدى عدوانية هذا العدو وكيف أنه يرغب بالتوسع وأخذ أراضي الغير وإقامة دولة عنصرية، تعتمد على الفصل والتمييز العنصري، وهي كما نشاهدها الآن في غزة، ترتكب كل أنواع الجرائم المذكورة في القانون الدولي وجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية.
وقال اقبيق:”الهدف من تصريح نتنياهو هو الداخل الإسرائيلي، أي أن هناك وعداً توراتياً كما يدعي، فيطمئن الداخل بأنه سيحقق هذا الوعد حتى يرضيه، بنتيجة تناقضات حول ما يجري بغزة وما يرتكبونه من إجرام هناك، وهي رسالة موجهة للداخل أيضاً بأن نتنياهو سيحقق هذا الحلم، وأن يكون نتنياهو ملكاً على هذه “الدولة” التي يسعى لتحقيقها، وكذلك رسالة للمحيط العربي بأن “إسرائيل” لن تتنازل عن حلمها وسوف تحققه، ورسالة للمجتمع الدولي بأنه – أي نتنياهو- لا يحترم القانون الدولي ولا يراعي مبادئ وأحكام القانون الدولي سواء العرفية أم المكتوبة”.
وأضاف أقبيق: إن المجتمع الدولي لا يسهم إطلاقا في فرض احترام وتأكيد سلطة القانون الدولي على الاحتلال، وكما شاهدنا في غزة ونشاهد ما تقوم به “إسرائيل” من عدوان على الدول العربية والإقليمية، ومنها سوريا، وهي تستخدم منطق القوة العمياء الباطشة، وهي القوة التي تسود بفكر الصهيوني، فبالتالي شيء طبيعي أن يصدر عن نتنياهو مثل هذه التصريحات المنافية لحقائق الجغرافيا والتاريخ، ليرضي الداخل الإسرائيلي وليوجه رسائل للخارج.