الثورة -فؤاد الوادي:
أكد رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين في سوريا أن عدد الأشخاص الذين فُقدوا خلال عقود من حكم النظام المخلوع وفترة الحرب التي أعقبت الثورة قد يتجاوز 300 ألف شخص.
وقال رئيس الهيئة -التي شُكلت في مايو/أيار الماضي- محمد رضا جلخي إن تقديراتنا لعدد المفقودين تتراوح بين 120 و300 ألف شخص، وقد يتجاوز عددهم ذلك بسبب صعوبة الحصر، مشيرا إلى أن ولاية الهيئة تمتد من 1970 إلى الوقت الراهن، ولا يقيدها إطار زمني لإنجاز عملها.
وتابع جلخي “لدينا خريطة تتضمن أكثر من 63 مقبرة جماعية موثقة في سوريا”، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن مواقعها أو الجهات التي أقامتها أو الجثث التي دُفنت فيها، موضحا أن العمل جار على إنشاء بنك بيانات للأشخاص المفقودين.
واُعتقل واختفى عشرات الآلاف من السوريين خلال الحرب وحدها، والتي اندلعت عام 2011 بعد حملة قمع وحشية للاحتجاجات المناهضة للنظام المخلوع الذي أطيح به من في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبحسب جلخي ، فإن عمل هيئته “حاجة أساسية لمسار العدالة الانتقالية والسلم الأهلي”، واصفا قضية المفقودين بأنها “من أعقد الملفات وأكثرها إيلاما في سوريا”.
وأشار الجلخي إلى أن الهيئة تستعد لعقد مؤتمر وطني موسع حول حقوق واحتياجات عائلات المفقودين.
وقال إن المهام الأساسية للهيئة “تنحصر في محورين، هما الدعم والتوثيق الذي يتم عبر وسائل متعددة، من بينها جمع بيانات DNA والبصمات الوراثية، وحصلنا على موافقات للاستفادة من مخابر وزارة الصحة وهيئة الطاقة الذرية السورية، إضافة للحصول على منح لتدريب كوادر سورية في دول أوروبية بمجال الطب الشرعي والتوثيق”، وفق ما نقل المصدر.
وخلال سنوات الثورة ارتكب النظام البائد، المجازر والفظائع بحق الثوار والرافضين لظلمه واستبداده.
وكان حكم النظام المخلوع من بين الأكثر دموية في المنطقة، وقد قضى أو اختفى في سجونه -ومن بينها سجن صيدنايا الشهير- عشرات آلاف الأشخاص.
وتعهدت الدولة السورية الجديدة بتحقيق العدالة لضحايا الفظائع التي اُرتكبت في ظل حكم عائلة الأسد.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش إن تحديد مصير الذين فُقدوا خلال الحرب سيكون مهمة هائلة من المرجح أن تستغرق سنوات.
