دمشق مدينة اختصرت العالم.. طلال العقيلي: المحافظة على هوية المدينة وتحديد أولويات الاستثمار

الثورة – محمود ديبو:

قال الأستاذ الجامعي والخبير الهندسي طلال العقيلي: إن دمشق مدينة اختصرت العالم كله، وهي ملك للإنسانية كلها، فهي بذلك إحدى عواصم العالم، ونحن إذ نتحدث عن الماضي فهذا ليس لنبني عليه حاضراً ومستقبلاً للمدينة، وإنما نقرأ الحاضر والمستقبل حتى نوثق الماضي، ونحافظ عليه في هذه المدينة، وإن كانت دمشق هي عاصمة سوريا، فهذا لا يضيف لها شيئاً ولا ينقص منها شيء.

وبعد عرضه لجملة من الأحداث والوقائع والتواريخ التي شهدتها مدينة دمشق عبر عصور مختلفة استعرض خلالها الجانب العمراني في مدينة دمشق مؤكداً على الثالوث المقدس فيها (غوطتها ونهرها وقاسيونها)، وصل الدكتور العقيلي خلال محاضرة له في فرع دمشق لنقابة المهندسين إلى أن دمشق اليوم تحتاج إلى نوع مختلف من الاستثمارات.

فما نشهده من تدفق للاستثمارات ورؤوس الأموال حالياً في غالبه، والكلام للدكتور العقيلي، يتجه نحو مشاريع البناء ومنها الأبراج، فيما لم نجد أحد يقول إن دمشق اليوم تحتاج إلى أبنية برجية، وإنما دمشق تحتاج إلى بنى تحتية، ودراسة لحل مشكلة التوازن المائي، وحل مشكلة النقل، ومعالجة مشكلات الخدمات، والمطار، والمترو، هذه العناصر الأساسية التي يجب الاستثمار بها في دمشق، إلى جانب الحفاظ على المدينة القديمة ومعالجة واقع المخالفات وغيرها.

رأس المال العقاري

ويضيف الدكتور العقيلي: دمشق لا تحتاج لمشروع برج يقام في سوق ساروجة، فساروجة هي جزء من النسيج العمراني لدمشق القديمة وجزء من هويتها، ولا يوضع فيها ابراج، فهذه دمشق لا يجب العبث بها بهذا الشكل، فإن كنا نرحب برأس المال العقاري ليستثمر ويساهم في بناء سوريا، لكن يجب ألا يكون القرار لهذا المال في اختيار أماكن ومواضع الاستثمارات التي سيضع أمواله فيها، فدمشق ليست دبي ولا أبو ظبي ولا غيرها من المدن مع كامل الاحترام لهذه المدن العربية.

ويشير الدكتور العقيلي بخصوص الأبنية العالية على اتوستراد المزة التي أنشئت في ثمانينيات القرن الماضي إلى وجود دراسة تؤكد أنه حتى الأبنية ذات الطوابق السبعة غير مجدية والأفضل الأبنية ذات الطوابق الخمسة، مشيراً هنا إلى نموذج شارع بغداد حيث الأبنية فيه غير مرتفعة ولا تزيد على خمسة طوابق.

ولفت إلى أن هناك ميثاق يعرف بـ (وثيقة دمشق) تتضمن سبعة أهداف ثاتبة ترتبط بدمشق وهي إعادة ربط المدينة بهويتها، واعتبار دمشق عاصمة ديناميكية، ومدينة مركزة، وتطوير حل خاص بمدينة دمشق، وهي مكان يحلو فيه العيش، وهي مدينة تنسجم وبيئتها، وبنى تحتية ذات جودة، مبدياً استغرابه من الحادث الذي وقع مؤخراً في الجامع الأموي والفيديو الذي يكشف عن شخص يتجول بسيارته داخل صحن المسجد، داعياً إلى ضرورة المحافظة على هوية المدينة وإرثها الحضاري والتاريخي الذي يضعها في مقدمة المدن المأهولة عالمياً والتي عرفت الكثير من الحضارات والشعوب وتمازجت مع غيرها من الحضارات عبر حقب تاريخية مختلفة وشهدت صراعات كثيرة على أرضها، وحوادث تاريخية موثقة.

بدوره قال المهندس جهاد عيسى في مداخلة له إن مستقبل مدينة دمشق اليوم يواجه خطراً يتمثل في بناء ابنية خارجة عن هويتها وعن طبيعة أهلها وسكانها، وإذا استمرينا ببناء الأبراج سنكون أمام وضع صعب، وهذه الأبراج يمكن بناؤها على أطراف المدينة وليس في قلبها.

مشيراً إلى وجود عدة دراسات توثق هذا الجانب، وأهمها الدراسة اليابانية التي أعدتها وكالة جايكا، وهي من أهم الدراسات التخطيطية لمدينة دمشق تم فيها الاهتمام بكل منطقة على حدة وتم مراعاة خصوصيتها ووضع المعالجات ضمن رؤية علمية دقيقة.

طروحات تلاقي القبول

المهندس ماهر شاكر أمين سر فرع دمشق لنقابة المهندسين تحدث عن تواصل مستمر من أجل دمشق، ما بين النقابة وفريق العمل الحكومي الحالي ممثلاً بمحافظي دمشق وريفها ووزيري الإدارة المحلية والأشغال العامة والإسكان، ونلمس انفتاحاً كبيراً وتفهماً لما نطرحه من آراء وملاحظات.

وأضاف شاكر: إن ما رشح عن مؤتمر الاستثمار الأخير يكشف وجود أخطاء ظاهرة للعيان يمكن للمتابع تلمسها، منها مثلاً قيمة الدراسة وعدد الأبراج المتقرح إقامتها وعدد الشقق السكنية فيها، مؤكداً أن النقابة وفرع دمشق للنقابة تتقدم دائماً بمقترحاتها وآرائها حول كل إجراء أو خطوة بهذا الخصوص، وهناك متابعة مع الفريق الحكومي.

ولفت إلى ضرورة أن تترك دمشق حالياً على وضعها دون أي تغيير وأن تنصب الجهود على تنمية المناطق المهملة والفقيرة والمتأخرة تنموياً في باقي المحافظات ليتم تأمين البنى التحتية والخدمات الضرورية واللازمة للسكان فيها، بما يضمن تثبيتهم في مناطقهم، وبعد خمس سنوات على أقل تقدير يمكن البدء بمشروعات جديدة في دمشق.

بدوره الباحث الاقتصادي الدكتور نبيل سكر قال في مداخلة له هناك تقصير من نقابة المهندسين في الوقوف بوجه مشروع (المرسوم 66) الخاص بتنظيم خلف الرازي بدمشق، وكان يجب أن تعترض على إقامة هذه الأبراج العالية وألا توافق عليها في مشروعي ماروتا وباسيليا سيتي، واليوم يجري الحديث عن مشاريع مشابهة في دمشق ويجب أن تأخذ النقابة دورها في توضيح رأيها الفني والهندسي وتعد مذكرة وتقدمها للفريق الحكومي بخصوص بناء الأبراج في دمشق وهذه مسألة يجب ألا تتكرر مجدداً في دمشق.

أما المهندس منيف الصواف رأى أن قرار فصل محافظتي دمشق وريفها الذي اتخذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي لتكونا كل واحدة منهما كياناً إدارياً مستقلاً ساهم في فقدان دمشق للكثير من مقوماتها وبعدها وتأثيرها من الناحية الإدارية والطبيعية والسكانية والخدمية، حتى أنها فقدت بعدها في التطوير والتوسع حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من واقع تواجهه مدينة دمشق، ويوضح الصواف إنه سابقاً قبل انفصال المحافظيتين كانت منطقة كفرسوسة على سبيل المثال اسمها بساتين القنوات، وكانت منطقة داريا اسمها بساتين كفرسوسة، وكانت منطقة المخيم وامتدادها جنوباً تسمى بساتين الشاغور، هذه كلها خرجت من عباءة مدينة دمشق وأصبحت محرومة من خدمات دمشق..وبالتالي فإن دراسة أي عامل من عوامل التخطيط في المدينة سنجده غير قابل للتحقق الآن.

آخر الأخبار
وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  يئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات  صيانة خطوط الكهرباء وإصلاح أعطال الشبكة في حمص وفد اقتصادي ألماني يبحث التعاون مع غرفة تجارة دمشق جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية