الثورة – فؤاد العجيلي:
الفعاليات الاقتصادية في حلب ستكون لها مشاركة مميزة في معرض دمشق الدولي في دورته الـ / 62 / ، فهي تختلف عن سابقاتها، لأنها المشاركة الأولى بعد النصر، حيث ينتقل حرفيو المدينة من ساحات المواجهة إلى ساحات المعرض، حاملين رسالة شكر لمن حرر الأرض، وتحديّاً للعالم بأن إبداعهم هو الرد الأقوى على الإرهاب.
عودة للدور الريادي
مشاركة الحرفيين هذا العام تختلف جذرياً عما سبقها، كونها المشاركة الأولى بعد انتصار سوريا، هذا ما أكده رئيس اتحاد الحرفيين بحلب عمار مجنو في حديث خاص ” للثورة”.
ويضيف : سنشارك في معرض دمشق الدولي هذا العام ونحن نحمل على عاتقنا رسالتين، الأولى رسالة شكر للذي حرر أرضنا وعزَّ أمننا، والثانية رسالة تحدٍّ وإعلان إلى العالم أجمع بأن حلب، بصناعها وحرفييها، انتصرت على مشروع الإرهاب بإبداعها وإصرارها، ولم يعد الحديث عن مجرد بضائع للبيع، بل عن هوية ندافع عنها وتراث نعيد إحياءه.
ولفت مجنو إلى أن الهدف الاستراتيجي هو إعادة ربط الحرفي الحلبي بالأسواق المحلية والدولية بعد انقطاع دام سنوات، ويجب أن لا ننسى أن ما سيشاهده الزائر هو ثمرة جهد مضن بدأ منذ أشهر، إذ عمل الاتحاد على تذليل العقبات وتشجيع الحرفيين على المشاركة، مؤمنين بأن هذا المعرض هو البوابة الحقيقية لإعادة الإعمار الاقتصادي.
واختتم حديثه بالقول : نعمل بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والاتحاد العام للحرفيين وغرفة الصناعة على خطة متكاملة، تتضمن فتح قنوات تصديرية لمنتجاتنا إلى الأسواق العربية والأجنبية، وتأهيل الورش الصغيرة، وتدريب جيل جديد من الشباب على هذه الحرف لضمان استمراريتها، وإن مشاركتنا اليوم هي البذرة التي سنسقيها لتنمو وتثمر، ويعود الاقتصاد الحلبي إلى دوره الريادي في دعم الاقتصاد الوطني السوري.
هوية الاقتصاد الوطني
وبحسب أمين سر الاتحاد فارس يحيى، فإن مشاركة حرفيي حلب في معرض دمشق الدولي لهذا العام هي أكثر من مجرد حضور، إنها إطلاق رسمي لعجلة الاقتصاد الحقيقي، اقتصاد الإبداع والهوية، الذي يبني ويُعمّر، متمسكاً بأصالته وناظراً بأمل وثقة إلى المستقبل.
وكشف يحيى عن هوية الحرفيين المشاركين في هذا المعرض ، حيث تتنوع معروضاتهم حول المهن والحرف التي تمتاز بها حلب مثل صناعة الصابون والأحذية والجلديات إلى جانب الصناعات الغذائية .
إبداع لم يتوقف
بما أن حلب تمتاز بالصناعات الجلدية، فسيشارك حرفيو صناعة الأحذية والجلديات في هذا المعرض.
إذ أوضح رئيس الجمعية الحرفية للأحذية والجلديات حسن كناس أن حرفة صناعة الجلديات والأحذية في حلب هي من أعرق الحرف.
وأضاف : لقد استطعنا رغم كل التحديات أن نحافظ على هذه الإرث وأن نطور من أدواتنا لنكون على مستوى المنافسة.
وإن المشاركة في معرض دمشق الدولي هي رسالة للعالم بأن إبداع حلب لم يتوقف، وأن منتجاتنا من الجلود هي الأجود والأفضل، وسنعمل على إعادة إحياء هذه الصناعة لتكون ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني كما كانت دائماً.
عبق الماضي وأمل المستقبل
عدد من الحرفيين عبّروا عن مشاعر العز والفخر لمشاركة حرفيي حلب في معرض دمشق الدولي لهذا العام، فهي ليست حدثاً اقتصادياً عابراً، بل هي إعلان بالصوت العالي عن عودة الحياة إلى واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم، وهي شهادة حية على أن إبداع الأيادي السورية، التي صمدت أمام محن التاريخ، قادرة اليوم على المساهمة في بناء الغد، حاملة معها عبق الماضي وأمل المستقبل.