بهدف تمكينهم من اكتساب المهارات.. معاهد متعددي وشديدي الإعاقة تحت مجهر “الشؤون الاجتماعية والعمل”

الثورة – مريم إبراهيم:

بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أعمال الترميم الشامل والتجهيز المتكامل نحو تأهيل معهد متعددي وشديدي الإعاقة التابع للوزارة، في إطار خطط اهتمامها بشريحة ذوي الإعاقة من مختلف أنواع الإعاقة وتصنيفها ودرجاتها.

خطوة تمهيدية

وحسب معلومات الوزارة تتضمن أعمال تأهيل المعهد المساحات المخصصة للأطفال من ذوي التوحد، وأمراض التلاسيميا، والشلل الدماغي، وذلك بهدف تمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة في حياتهم اليومية وفي الوسط المحيط.
ويقدم المعهد الذي تقام فيه أعمال الترميم والتأهيل مجمل الخدمات الصحية والمهنية والتدريبية اللازمة، بما يمكنه من أن يصبح بيئة آمنة مجهزة بكل المرافق الخدمية، وبالتالي استعادة الثقة والانطلاق نحو الاندماج في المجتمع، إذ تسعى الوزارة لإحداث عملية الاندماج هذه ليصبح ذوي الإعاقة من الأفراد الفاعلين والمؤثرين، وبالتالي تبدو خطوة التأهيل للمعهد الخاصة بهم خطوة تمهيدية هامة، مع التأكيد على أن تكون هذه المعاهد تحت مجهر الوزارة لاستمرار الخدمة الاجتماعية المطلوبة لهذه الشريحة.

خدمات غائبة

وحول أهمية أعمال تأهيل معاهد ذوي الإعاقة وتفعيل أدوارها في خدمة شريحة مهمة من المجتمع، يجب أن تولى كل الاهتمام والرعاية والخدمة والحماية الاجتماعية المطلوبة، بينت الخبيرة الاجتماعية اسمهان الحسين في لقاء لصحيفة الثورة أن هناك عدة معاهد ومراكز تُعنى برعاية وتأهيل ذوي الإعاقة. من بينها معهد التأهيل والتدريب المهني لذوي الإعاقة في السويداء، والذي يقدم دورات مهنية للراغبين من ذوي الإعاقة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مؤسسات أخرى تقدم خدمات صحية وتعليمية وتأهيلية متنوعة للأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المحافظات، ويوجد معاهد ومراكز تدريبية ومهنية لذوي الإعاقة تقبل طلبات التسجيل في الدورات المهنية للعام الدراسي الجديد ومراكز الرعاية الصحية التي تقدم خدمات التأهيل الطبي لهم.
وهناك المؤسسات التعليمية التي تقدم خدمات التعليم الخاص للأطفال ذوي الإعاقة، ومراكز التأهيل الشامل التي تقدم خدمات متكاملة تشمل التأهيل الطبي والنفسي والاجتماعي والمهني، مع خدمات أخرى منها التدخل المبكر، وتقدم بعض المراكز خدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة لتجنب المضاعفات، وكذلك التأهيل المجتمعي الذي يتم بهدف دمج ذوي الإعاقة في المجتمع من خلال الأنشطة والبرامج التنموية، مع الدعم النفسي والاجتماعي الذي تقدمه بعض المراكز لذوي الإعاقة وأسرهم، وكذلك التوعية والتثقيف، إذ تعمل بعض المؤسسات على نشر الوعي المجتمعي حول قضايا الإعاقة.
وتضيف الخبيرة الحسين: إن الخدمات المقدمة لهذه الشريحة غير كافية بجميع جوانبها، كما أن ذوي الإعاقة فئة مهمشة في سوريا، ويعانون من تحديات كبيرة في الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل، بالإضافة إلى مواجهة صعوبات في المشاركة المجتمعية، وتشير التقارير إلى أن نسبة الإعاقة في سوريا أعلى من المعدل العالمي، وأن ذوي الإعاقة أكثر عرضة للعنف والاستغلال.
وهناك تحديات كبيرة تواجههم كغياب التشريعات على الرغم من وجود بعض القوانين التي تتحدث عن حقوق ذوي الإعاقة، إلا أن تطبيقها على أرض الواقع يظل محدوداً، ويعاني ذوو الإعاقة من صعوبة في الوصول إلى التعليم، والرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، وصعوبة الوصول إلى فرص العمل بسبب نقص التأهيل والتدريب، ونقص الوعي المجتمعي بقضايا الإعاقة مما يفاقم المشكلات التي يواجهها ذوو الإعاقة، ويعتبرون أكثر عرضة للعنف والاستغلال، خاصة في الظروف الأمنية غير المستقرة، وصعوبة في تلبية احتياجاتهم الأساسية بسبب نقص الدعم المالي.

برامج دمج

بالمقابل لا يمكن أطفال بعض الجهود المبذولة لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة بحسب ما تبينه مصادر الوزارة، فهناك المعاهد والمراكز التي تعنى وتقدم الخدمات لهذه الشريحة وهناك مبادرات مجتمعية تهدف إلى دعم ذوي الإعاقة، مثل توفير خدمات إعادة التأهيل وتقديم الدعم النفسي وتركيب الأطراف الصناعية، وتلعب منظمات المجتمع المدني دوراً هاماً في تقديم الخدمات والدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة، وتعقد مؤتمرات وفعاليات تسلط الضوء على قضايا الإعاقة وتسعى إلى إيجاد حلول لتحسين أوضاعهم، مع جهود مستمرة لسن قوانين وتشريعات تضمن حقوقهم وتوفر لهم الحماية، كما توجد بعض المدارس التي تطبق برامج دمج للأطفال ذوي الإعاقة، على الرغم من أنها غالبًا ما تكون مبادرات فردية وليست جزءًا من خطة تعليمية شاملة.
يستحقون
ويشير ذوو إعاقة إلى الحاجة الماسة لخدمات أفضل لهم من قبل الجهات المعنية، إذ إن عدم توفر مراكز خاصة للرعاية والدمج يعيق معرفة ذوي الاحتياجات بحقوقهم وتطبيق القوانين المتعلقة بهم، وإن وجدت هذه المراكز، فهي ضمن مراكز المدن ما يجعل وصول جميع الأشخاص من ذوي الاحتياجات إليها صعباً جداً ومكلفاً بسبب عدم توفر المواصلات، وصعوبة الإعاقة، ومنهم كثيرون يبحثون عن فرص عمل من أجل الدخل المادي، إلا أنهم لا يصلون إليها متمنين اهتمام الجهات المعنية بهم وأخذهم بعين الاعتبار، فمنهم القادرون على العمل والإنجاز، ومنهم من يواجهون إعاقاتهم بإرادة وعزيمة ويطمحون للوصول لعملية دمج كاملة في المجتمع، وتغيير النظرة المجتمعية على أنهم مجرد ذوي إعاقة فقط، فعدم وجود ثقافة حقيقية تخصّ ذوي الاحتياجات، حتى من قبل الأشخاص أنفسهم وذويهم بالدرجة الأولى، يعيق دمجهم ضمن المجتمع من جهة، وحصولهم على حقوقهم.

توعية مجتمعية

وتبقى عملية التوعيّة أساسيّة في بناء مجتمع سليم يجيد التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ويمهّد لهم الطريق للاندماج المجتمعيّ بشكل سليم ومن الممكن نشر هذه الثقافة بشكل تدريجيّ من خلال نشر التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجلسات التوعية الخاصة بالمنظمات والجمعيات الأهلية، وتضمين دروس حول ذوي الاحتياجات الخاصة في المناهج التعليمية- بحسب رأي خبراء في دمج ذوي الإعاقة في المجتمع، مع ضرورة التشاركية مع مختلف الجهات والمنظمات الأهلية لتقديم أفضل خدمة لهم والاستفادة من قدراتهم وتوظيفها بالشكل المطلوب.

آخر الأخبار
معرض دمشق الدولي .. عندما تحوك سوريا ثوب السياسة بخيوط الاقتصاد  توطيد التعاون التربوي مع هيئة الاستثمار السعودي لتطوير التعليم الافتراضي  د. أحمد دياب: المعرض رسالة اقتصادية قوية ومهمة  د. سعيد إبراهيم: المعرض دليل على انتعاش جميع القطاعات "نشبه بعضنا" أكثر من مجرد شعار.. الجناح السعودي يتألق في معرض دمشق..  بعد استكمال إجراءات فتح طريق دمشق- السويداء.. دخول أول قافلة مساعدات أممية إلى المحافظة محمد كشتو لـ"الثورة": المعرض نافذة حقيقية للاقتصاد السوري "المالية" تطلق "منصة الموازنة" لتعزيز كفاءة إعداد الموازنات الحكومية في جناح " الزراعة " منتجات للسيدات الريفيات المصنّعة يدوياً.. مساحة تفاعلية تجمع بين الخبرة والإ... تشغيل بئر مياه جديدة في حمص خطة شاملة لتعزيل وصيانة المصارف والأقنية في الغاب لعام 2025 انضمام المصارف إلى نظام SWIFT.. بوابة نحو عودة الاستثمارات وتعافي الاقتصاد مشكلة مياه الشرب مستمرة.. وبصيص نور كهربائي في تل الناقة طريق حلب- غازي عنتاب.. شريان سوريا الشمالي يعود للحياة من جديد منظمات خيرية تدعو لدعم فوري.. إشادة واسعة بمكافحة التسول في حلب وائل علوان لـ" الثورة": معرض دمشق الدولي منصة لتثبيت استقرار سوريا  معرض دمشق الدولي الـ62.. سوريا تفتح أبوابها مجدداً للعالم أونماخت يؤكد أهمية استمرار الحوار والتعاون البناء مع سوريا  "سيريتل" تطلق عهداً جديداً للتواصل والخدمات الرئيس الشرع يبحث مع رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي المستجدات الأخيرة في المنطقة