الثورة_مها دياب
قالت المهندسة سامية السيد، مسؤولة المشاريع الصغيرة في مؤسسة رحمة حول العالم:
“حين نمنح الحرفة مساحة للعرض، فإننا نمنح الإنسان فرصة للحياة.”
بهذه الكلمات افتتحت حديثها عن مشاركة تسعة من أصحاب المشاريع الصغيرة في الدورة 62 من معرض دمشق الدولي، ضمن جناح خاص بسوق البيع – جناح 22، حيث تتلاقى الحرف اليدوية مع الفن البصري في مشهد يعكس صمود السوريين وإبداعهم.
دعم يتجاوز التمويل
تمكين حقيقي للمشاريع الصغيرة
توضح سامية السيد: “رحمة حول العالم لا تكتفي بالدعم المالي، بل تضع التمكين في قلب استراتيجيتها.”
فالمؤسسة، بالتعاون مع منصة Sinnaraty، وفّرت تدريبًا، وإشرافًا، وفرصًا للعرض، ما مكّن المشاركين من تحويل أفكارهم إلى منتجات قابلة للتسويق، تحمل بصمة سورية أصيلة.
تنوع يليق بالحرفة السورية
تسعة أسماء تروي تسعة حكايات
تقول سامية السيد: “كل منتج في جناحنا يحمل قصة، وكل حرفي هو راويها.”
من الكروشيه إلى الإكسسوارات، ومن التطريز إلى فن الماندالا، يقدّم المشاركون أعمالًا تعكس تنوع الحرفة السورية:
– سامية السيد: كروشيه وأشغال يدوية تحت ماركة “سنارتي”.
– إبراهيم ياسين: إكسسوارات رجالية أنيقة.
– فريال دردر: حقائب كروشيه تحت ماركة “كلير”.
– رائدة دودكي: تطريز وأشجار كريستال.
– منال حبوباتي: إكسسوارات نسائية فاخرة.
– أماني تركماني: إكسسوارات عصرية.
– سامية قصقص: كروشيه وأشغال مبتكرة.
– سماح الحموي: حقائب كريستال ولؤلؤ.
– عنان السمان: لوحات ماندالا تحت علامة “عنان آرت”.
سوق البيع مساحة للعرض والتفاعل والدعم
تؤكد سامية السيد: “اخترنا جناح سوق البيع لأنه يتيح للزوار التفاعل المباشر مع الحرفيين، ويمنحهم فرصة لدعمهم فعليًاً”.
الزوار لا يشاهدون المنتجات فحسب، بل يتعرفون على القصص خلفها، ويشتركون في تجربة إنسانية تعزز الانتماء المحلي وتحتفي بالتميز.
من الشغف إلى مصدر رزق: الحرفة كوسيلة للتمكين
تقول سامية السيد: “الكثير من المشاركين بدأوا من المنزل، بخيوط بسيطة أو أدوات محدودة، واليوم هم أصحاب علامات تجارية.”
هذا التحول لم يكن ليحدث لولا الإيمان بقدرة الحرفة على خلق فرص عمل، وتحقيق استقلال اقتصادي، خاصة للنساء والشباب في دمشق وريفها.
الماندالا… الفن الذي يروي الذات
تشرح سامية السيد: “عندما رأينا أعمال عنان السمان في فن الماندالا، أدركنا أن الإبداع لا حدود له.”
لوحات الماندالا التي تعرضها عنان ليست مجرد زخارف، بل تعبيرات عن الذات، تنقل رسائل روحية وجمالية، وتفتح بابًا جديدًا للفن السوري المعاصر.
الهوية البصرية…عنصر أساسي في التميز
تضيف سامية السيد: “حرصنا على أن يحمل كل مشروع هوية بصرية تعكس رسالته.”
من تصميم الشعارات إلى اختيار الألوان، تم العمل على إبراز كل علامة تجارية بشكل احترافي، يليق بجودة المنتج ويعزز فرصه في السوق.
الإبداع السوري يستحق أن يُحتفى به
في ختام جولتنا، جلسنا مع المهندسة سامية السيد، التي تقود برنامج المشاريع الصغيرة في مؤسسة رحمة حول العالم، لتحدثنا عن رؤيتها لهذا الجناح:
قالت بابتسامة فخر: “ما نراه هنا ليس مجرد منتجات، بل هو انعكاس لرحلة طويلة من التعلّم، والتحدي، والإصرار. هؤلاء الحرفيون هم أبطال يوميين، يصنعون الجمال رغم كل الظروف.”
وعن طموحات المؤسسة، أضافت: “نطمح لتوسيع هذا النموذج، ليشمل مناطق أخرى، ويمنح المزيد من السوريين فرصة لعرض إبداعهم. نؤمن أن الحرفة ليست فقط وسيلة للعيش، بل أداة للتعبير، وللتغيير الإيجابي.”
واختتمت حديثها بدعوة للجمهور: “زوروا جناحنا، تحدثوا مع المشاركين، اشتروا منتجاتهم، وكونوا جزءًا من قصة أمل تُكتب بخيوط الكروشيه، وألوان الماندالا، وحبات الكريستال.”