الثورة – هاني شاهرلي:
على مبدأ نكون أو لا نكون، ستكون كرة القدم السورية أمام مفترق الطرق، وذلك من خلال المؤتمر الاستثنائي للجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، المُزمع عقده منتصف الشهر الجاري، فالجميع ينتظر الحَدَث الأبرز، وهو الأول من نوعه بعد التحرير، والذي يتمنّاه الجمهور السوري أن يكون مؤتمراً رياضياً حُرّاً واضحاً شفّافاً، وأن يتم الخروج بقرارات تفيد الكرة السورية مستقبلاً، وترفع من سويّة دورينا وأنديتنا، ولأنّ حمص كانت وما زالت معيناً لا ينضب برفد منتخباتنا الوطنية بلاعبين تركوا أثراً رياضياً جميلاً في مسيرة الكرة السورية، كان لا بدّ لصحيفة (الثورة) هذا الاستطلاع في آراء عدد من رياضيي حمص العديّة، حول أمنياتهم وتطلّعاتهم للمؤتمر القادم، والذي يعيد من خلاله الألق والهيبة لكرة القدم السورية بشكل عام، والكرة الحمصية خاصّ.
كفانا تخبّطات ومحسوبيات
عبد الحليم بيريني، من الجيل الذهبي للكرة السورية والوثباوية والذي تحدّث قائلاً: بعد التحرير كنّا متفائلين جدّاً بأنّ الرياضة ستنهض وتتألق من جديد، وخاصة كرة القدم، متيقّنين بعودة نجوم اللعبة، ممّن يتّصفون بالعقل والعلم والخبرة لقيادة كرتنا، والتخطيط السليم لها، من أجل النهوض بمستقبلها، لكن فوجئنا بأنَّ الأمور لم تسير إلا الآن كما نريد!
تخيّل مثلاً مديرية الشباب والرياضة في حمص تغيّرت أربع مرّات في فترة أربعين يوماً ؟! أنصح بتشكيل لجنة فنية من نجوم اللعبة مع أعضاء الاتحاد، لوضع خطة وإستراتيجية للنهوض بالكرة السورية،
كما يجب على اتحاد الكرة قبول أو رفض مزاولة مهنة التدريب، وذلك بناءً على الشهادات المتقدّمة التي يمتلكها الشخص، ومستقبلاً أن تكون شهادة الـ (PRO) شرطاً أساسياً لأي مدرب في دورينا، وذلك نظراً لحصول البعض على شهادات تدريب تُباع وتُشترى.
نعم لدينا الكثير من المقترحات والخطط للنهوض بكرة القدم السورية وإن احتاجوا إلينا سنلبّي النداء على الفور، يجب إبعاد الكثير ممّن يعملون في الاتحادات واللّجان الفنّية والإدارية لعدم الكفاءة، ولا ننسى أنّه من البديهي العمل وبأقصى سرعة، من أجل ترميم الملاعب ومرافقها العشبية، لتظهر بأفضل صورة، فمثلاً عندنا في حمص يوجد ثلاثة ملاعب، ولا يوجد ملعب واحد منهم صالح حتى لممارسة رياضة الفروسية، فما بالكم بلعبة كرة القدم !!
أخيراً نحن سوريون، والسوري لا يعرف المستحيل، فمن قاتلَ النظام البائد على مدى خمسة عشر عاماً لن تَصعُب عليه عملية إعادة بناء كامل لهيكل الكرة السورية، فنحن قادرون على تحقيق المستحيل إن ابتعدنا عن الأنانية، وأبعدنا الفاسدين، وهذا أمر يحتاج إلى رجال رياضيين وطنيين وصادقين.
ثورة رياضية
معتز مندو، لاعب سابق ومساعد مدرب نادي الكرامة: بكل صدق وأمانة كما قامت الثورة السورية وحُرِّرَت البلاد، نحن بحاجة لثورة رياضية شاملة تحت إمرة القيادة الجديدة، وبدعم مباشر منها، ونقول إنّه لن تقوم قائمة للكرة السورية مالم يتم تجهيز البُنى التحتية من منشآت وملاعب وصالات، فنحن مثلاً في حمص، كناديي الكرامة وحمص الفداء، لا نملك ملاعب تدريبية! وهذه مشكلة كبيرة نعانيها، يجب حلّها بأسرع وقت، كما يجب طرحها في اجتماع الجمعية العمومية المقبل، فحمص كانت وما زالت ركيزة أساسية من ركائز الرياضة السورية، ورفدت الرياضة بالكثير من الرياضيين المميزين، كما أنه يجب الاستفادة من كامل خبراتنا الكروية في الداخل والخارج، من حيث اكتشاف اللاعبين واستقطاب المواهب في دول أوروبا وأميركا الجنوبية، فهناك الكثير من اللاعبين السوريين ممّن ينشطون في دوريات أوروبا، وفيهم الكثير من المميّزين، كما أنّه يجب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، للنهوض بالرياضة السورية، ولا ننسى ضرورة دعم الأندية وتسويق مباريات الدوري، لتظهر بأبهى صورة وأرقى مظهر، وبالتالي الاستفادة المادية التي تعود بالنفع على الرياضة السورية عموماً، وتبقى عملية رفع شأن الإعلام الرياضي ضرورة قصوى، فهو يمثّل واجهة الرياضة السورية، فلا بد من زيادة الاهتمام في هذا الأمر، وأخيراً نؤكد على ضرورة الخروج بقرارات تناسب جميع الأندية السورية، وتلبّي طموحاتها، وأن يكون العدل أساس العمل، على جميع الأصعدة في مجال الرياضة، فنحن على أعتاب موسم كروي جديد، ويجب تجهيز الملاعب بأحدث التقنيات، من فار وغيره من المعدّات، وهذا لن يكون قبل أن نوفّر البُنى التحتية، وهنا نعود لنقطة البداية ومنها يجب الانطلاقة.
التكتّلات سبب الفشل
رافع خليل، لاعب ومدرب سابق في نادي حمص الفداء (الوثبة) والذي قال والكلام لـه: أتمنّى بمناسبة انعقاد أول اجتماع للجمعية العمومية بعد التحرير، أن يكون مغايراً عن سابقهِ من اجتماعات والتي كانت روتينية وقراراتها معروفة مسبقاً، تكون حسب أهواء البعض، ممن يمرّرون قرارات مشبوهة وفق مصالح محدّدة، نتمنى اليوم أن نخرج بقرارات تنهض بالكرة السورية لمستوى لائق
والتي عانت بالعقود السابقة من ترهّلات كثيرة وانتكاسات كبيرة ألمّت بها، وألّا تكون نسخة مكرّرة عن سابقاتها، وأنْ تكون بنود المؤتمر بالنسبة للانتخابات واضحة وصريحة وشفّافة وألّا نرى هناك تكتّلات، والجميع يعلم ماذا ينتج عنها، نتمنّى أنْ يصعد لرئاسة الاتحاد الأفضل والأكفأ، وأنْ يتم انتخاب الأعضاء الأجدر، من أجل النهوض بكرتنا ورفع مستوى دورينا، كما يجب تفعيل عمل اللجان، متمثّلة برئيسها وأعضائها، وتوضيح دورها الحقيقي، وألّا تُتّخذ قرارات فردية، فنحن مع أي اتحاد يُنتخَب بطريقة حضارية وغير مركّبة، نتمنى الخير لكرتنا السورية والنهوض لأعلى المستويات لأننا مللنا الانتكاسات والوعود الخلّبية والكلام المعسول، يجب أن يكون هناك معايير دقيقة للمرشّحين، وأنْ يكونوا على مستوى عالٍ من الأخلاق والنزاهة والخبرة، والله وليّ التوفيق.
أمنياتنا كبيرة
أحمد العميّر، لاعب سابق في نادي الكرامة، ونجم من نجوم آسيا (2006) والذي شكرَ صحيفة (الثورة) على هذه المساحة، والكلام للعميّر، الذي أكّد أنّنا ننتظر الكثير والكثير من الأمور التي كانت غير موجودة في عهد النظام البائد، وغير مسموح الكلام فيها، أو حتّى توجيه الانتقاد،
نأمل زيادة الاهتمام بالفئات العمرية، واعتماد دوري رسمي خاص بهم، ليساعد على ظهور المواهب التي تساعد في تطوير اللعبة، لبناء جيل كرة قدم حديث، لمستقبل رياضة سورية واعدة، كما نرى ضرورة وضع روزنامة ثابتة وواضحة لمباريات الدوري والكأس، بحيث لا تتعارض مع مشاركات منتخباتنا الوطنية في البطولات الآسيوية، التخبطات سابقاً كانت كثيرة جداً، شُح كبير بالبُنى الرياضية التحتية، والتي من شأنها تطوير أداء اللاعبين، كما يجب وضع قرارات صارمة بموضوع وصياغة العقود بين الأندية والمدربين واللاعبين، وإلزام إدارات الأندية بتسديد جميع المستحقات عند حصول استقالة مفاجئة، وذلك يكون إما برصيد بنكي لصالح خزينة النادي، أو ضمن لجنة مخصصة لهكذا أمور، بحيث يجب على كل إدارة وضع وتحديد ميزانية واضحة تُقدّم لاتحاد الكرة، لمعرفة ما لها وما عليها، بحيث تبقى خزينة الأندية في (بحبوحة)
وننتظر أيضاً حصول دعم مالي للأندية، فاليوم أنديتنا قائمة على الداعمين، دون استثمارات تُذَكر، على أمل فتح باب خصخصة الأندية، وبالتالي الاستثمار يكون من خلال النادي نفسه، كما يجب التسويق الجيد لدورينا واختيار العرض الأفضل والأكثر نفعاً مادياً، من حيث النقل التلفزيوني والإعلانات وما إلى هنالك، ويبقى رجاؤنا بقرار يسمح بعودة الجماهير إلى المدرجات، وأخيراً نتمنى الخير للكرة السورية، وأن يكون هذا المؤتمر بدايةً لصفحة جديدة في تاريخ الكرة السورية.