الثورة – يامن الجاجة:
في الوقت الذي يقدم فيه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم أداءً متواضعاً تحت قيادة المدرب الإسباني خوسيه لانا، رغم وجود الأخير على رأس الإدارة الفنية لرجال كرتنا منذ أكثر من عام، فإن أحداً لم يطرح فكرة إقالة الرجل الذي أمضى أربعة عشر شهراً من عقده الممتد لثلاث سنوات مع اتحاد كرة القدم، دون أن يلتقي بالإعلام الرياضي الوطني، ودون أن يقدم شيئاً ملموساً يؤكد تطور المنتخب على صعيد النتائج والأداء، بينما نجد أن الأصوات تتعالى مطالبةً بإقالة الكادر الفني لمنتخبنا الأولمبي بقيادة الكابتن ماهر بحري، رغم نجاح الأخير بالتأهل إلى نهائيات كأس آسيا لمنتخبات تحت (23) عاماً التي تستضيفها السعودية مطلع العام المقبل، بعد غياب أولمبي كرتنا عن النهائيات الآسيوية في النسختين الأخيرتين ؟!
منطق أعوج
وبينما يجد المدرب الإسباني دعماً غير محدود من معظم الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم مضي عدة أشهر على تواجده مع كرتنا دون تحقيق شيء يذكر، يختلف الحال تماماً مع المدرب الوطني، ممثلاً بشخص الكابتن ماهر بحري، مدرب المنتخب الأولمبي، الذي يطالبه كثيرون بالاستقالة والابتعاد عن قيادة دفة المنتخب، رغم نجاحه بتحقيق الهدف المطلوب منه خلال وقت قصير ! بحجة أن أداء المنتخب تحت قيادته ليس كما يجب، وبحجة عدم الاعتماد على اللاعبين المغتربين واستبعادهم من خياراته؟
أهداف مشبوهة
لسنا هنا في وارد الدفاع عن المدرب الوطني أو المدرب الأجنبي، فالأمر بالنسبة لنا يتعلق بوجود مدرب يقوم بعمل معين مطلوب منه، وفق صيغة التعاقد مع اتحاد كرة القدم، ولكن وفقاً لما أثاره كثيرون، فإن قضية اللاعبين المغتربين هي الحجر الأساس في محاباة هذا المدرب والتعامل معه بصبرٍ كبير، كما يحدث مع لانا، مقابل هجوم غير مسبوق الشدة على مدرب آخر تتم المطالبة بإقالته فوراً، رغم تحقيقه الهدف المنشود كما يحدث مع المدير الفني للمنتخب الأولمبي؟! حيث يرى كثيرون أيضاً أن سبب الهجوم على مدرب الأولمبي هو عدم اعتماده بصورة كبيرة على اللاعبين المغتربين، وهو أمر يكشف إلى حدٍ بعيد ماهية الطريقة التي تُدار بها الأمور في كرتنا، وكيف يكون لبعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي أهداف مشبوهة من خلال بعض المنشورات المأجورة !
طبعاً لا نقول إن عمل لانا سلبي بالمطلق وأن عمل البحري إيجابي بالمطلوب، ولكن نتحدث عن مقارنة تتعلق باختلاف ظروف العمل بين المنتخبين، حيث يحظى المدرب الأجنبي بجميع أشكال الدعم لأنه أجنبي فقط، بينما يتعرّض المدرب الوطني لكل أشكال الضغط لأنه وطني، وهو ما يرسّخ عقدة الخواجة في كرتنا التي لا يطربها مزمار الحي !