الثورة:
أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً أكد فيه أن المحادثات الجارية مع دمشق مازالت مستمرة، لكنه شدد على أن أي نتيجة مرهونة بضمان مصالح إسرائيل أولاً، وأوضح البيان أن هذه المصالح تشمل نزع السلاح في جنوب غرب سوريا وضمان أمن الطائفة الدرزية، ووفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن هذه الاشتراطات تُعد محددات أساسية لأي تفاهمات مقبلة مع دمشق.
مصادر متابعة للمفاوضات كشفت عن تسارع في وتيرة النقاشات بين دمشق تل أبيب بضغط من واشنطن، بهدف التوصل إلى اتفاق أمني يضمن انسحاب إسرائيل من المناطق التي استولت عليها مؤخراً، لكن دون الوصول بعد إلى صيغة سلام شاملة، وعلى الرغم من تصريحات نتنياهو عن تحقيق تقدم، فإنه استبعد أن يكون الاتفاق وشيكاً.
في المقابل، صرح الرئيس أحمد الشرع خلال قمة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بأن بلاده وصلت إلى مرحلة متقدمة في المحادثات الأمنية مع إسرائيل، آملاً أن يحافظ الاتفاق المنتظر على سيادة سوريا ويطمئن إسرائيل في الوقت ذاته.
وأكد رئيس الجمهورية أن المرحلة الأولى تركز على اتفاق أمني يمكن من خلاله معالجة الهواجس الإسرائيلية عبر وسطاء، مشدداً على أن سوريا «ذاهبة باتجاه ألا تشكّل أراضيها أي تهديد لأي منطقة».
تكشف هذه التطورات عن مشهد معقد تتقاطع فيه مصالح إقليمية ودولية؛ فبينما تسعى دمشق إلى إعادة التموضع كعامل استقرار وليس ساحة مواجهة، تتمسك إسرائيل بضمانات أمنية صارمة، أما واشنطن فتعمل على تحويل التهدئة إلى منصة لاتفاق أوسع، في اختبار حقيقي للنوايا ومدى استعداد الأطراف لتجاوز حسابات الماضي.