الثورة :
قال السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد: إن كلمة الرئيس أحمد الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت «إيجابية وتاريخية» وستجذب انتباهاً كبيراً، لأنها ركزت على إعادة الإعمار والتزام دمشق بالسلام والاستقرار.
وأوضح فورد، في مقابلة مع برنامج «البعد الرابع» الذي تقدمه زينة يازجي على قناة الشرق، أن كلمة الشرع «مثلت حدثاً تاريخياً كونها أول خطاب لرئيس سوري أمام الأمم المتحدة منذ أكثر من 58 عاماً»، مضيفاً أن «السياسة الأميركية تغيّرت بعد لقاء الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مع الشرع في الرياض مايو الماضي، حين اتخذت إدارة ترمب قراراً بدعم دمشق والعمل على رفع العقوبات».
تطرق فورد إلى مساعي التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل، لكنه أوضح أنه «لا يمتلك تفاصيل دقيقة»، مشيراً إلى أن «الإدارة الأميركية تحاول مساعدة دمشق على الوصول إلى الاستقرار بعد سقوط نظام بشار الأسد، عبر اتفاق أمني مع إسرائيل».
وأكد أن الجانب الإسرائيلي «قلق من الوجود الإيراني في سوريا»، لافتاً إلى أن المطالب الإسرائيلية تشمل مناطق منزوعة السلاح في الجنوب السوري ومدة بقاء القوات الإسرائيلية في القنيطرة، وهي ملفات وصفها بـ«الصعبة جداً للحكومة السورية».
وأشار فورد إلى أن الشرع شدد في كلمته على أن «أي اتفاق مع إسرائيل يجب أن يحترم السيادة السورية»، مضيفاً: «سمعنا كثيراً عن إمكانية توقيع الاتفاق قريباً، لكن لم أرَ شيئاً ملموساً حتى الآن».
وأكد فورد أن واشنطن بعد لقاء الشرع وترمب «كررت التزامها بوحدة سوريا»، مشيراً إلى دور المبعوث الأميركي إلى دمشق توم براك في تأكيد ذلك، كما تناول الاتفاق الأميركي – الأردني – السوري الأخير بشأن السويداء، الذي أُعلن منتصف سبتمبر، قائلاً: إنه «يؤكد على وحدة الأراضي السورية وحقوق جميع المواطنين»، لكنه أضاف أن: «هناك مخاوف لدى بعض الأقليات في سوريا من نوايا الحكومة المركزية»، مشدداً على «ضرورة المساءلة عن الانتهاكات السابقة لحقوق الإنسان».
واعتبر فورد أن «الوضع الاقتصادي من أبرز التحديات أمام حكومة دمشق»، مشيراً إلى تصريحات الشرع بشأن تدمير مليوني وحدة سكنية خلال الحرب.
وأكد أن: «التضخم، وارتفاع أسعار الغذاء، والبنية التحتية المتهالكة للكهرباء والمياه، تشكل ملفات ضاغطة على الحكومة».
وانتقد فورد سياسة إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، قائلاً إنها «ارتكبت أخطاء كبيرة في الملف السوري»، خاصة «تجاهل الرد على الهجمات الكيماوية»، ما ساهم في «معاناة الشعب السوري».
وأضاف: «يجب أن نعترف أننا ارتكبنا أخطاء، والحل آنذاك كان بيد السوريين لا أميركا أو بريطانيا».
ورد فورد على الفيديو المتداول مؤخراً بشأن ادعاءات إعداد الرئيس الشرع لدخول السياسة عبر منظمة بريطانية، قائلاً: «لم أقل بأنني أعددت الشرع، ولا صحة لذلك، وهذه لم تكن وظيفتي»، وأوضح أن: «المنظمة البريطانية طلبت منه فقط مرافقتها إلى إدلب للاطلاع على الوضع الإنساني وأحوال الأقليات، وأنه لم يقدم نصائح سياسية وإنما عبر عن رأيه بما شاهده هناك».
وكان الرئيس أحمد الشرع قد ألقى الأربعاء أول كلمة لرئيس سوري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ نحو ستة عقود، دعا فيها إلى رفع العقوبات عن سوريا، محذراً من «التهديدات الإسرائيلية» التي تستهدف بلاده في مرحلة انتقالية حساسة، وتنذر بـ«إدخال المنطقة في صراعات جديدة».