الثورة – ثناء أبو دقن:
في خطابه مساء أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت المعاناة السورية هي محور الحديث، إذ رسم الرئيس أحمد الشرع صورة حية للوضع الذي كان يعانيه الشعب السوري جراء سنوات من الحرب والدمار.
واقع لم يغب عن الخطاب
وبهذا الصدد تحدثت المربية حنان شومان مديرة مدارس: اختار الرئيس الشرع أن ينقل صدى آلام ملايين المواطنين السوريين إلى العالم، موضحاً في كلماته حجم الآلام والظروف الإنسانية القاسية التي واجهتها سوريا منذ بداية الحرب، تحت حكم نظام ظالم غاشم، لا يعرف قيمة الأرض التي حكمها، لعل العالم يعرف أو يحس بشيء من ويلات ما ذقناه خلال السنوات الماضية من تعذيب وتنكيل وحرمان وتهجير، ولعل حكايتنا -نحن السوريين- جديرة أن تسجل في كتب التاريخ لأننا شعب عظيم تحمّل ما لا تستطيعه الجبال، ولكنه يأبى الظلم والهوان.
عصام غزال- متقاعد، فقد اثنين من أولاده في سجون النظام البائد قال: تناول الرئيس الشرع بشكل مباشر المعاناة اليومية التي واجهها السوريون، مُشدداً أن النظام المخلوع استخدم أبشع أنواع التعذيب، والتي تجاوزت كل تصور.
وبين أن الشعب السوري يواجه مأساة إنسانية تفوق الحدود، إذ يعيش في ظل دمار شامل لايزال يؤثر على جميع جوانب الحياة من الصحة والتعليم إلى الأمن والاقتصاد.
وتمنى عصام أن تبادر كل الدول المعنية بمد جسور التعاون مع السوريين للخروج من بوتقة الماضي المؤلم، مؤكداً أن الوضع الاقتصادي في البلاد يعاني من تدهور غير مسبوق، إذ أصبح نقص الغذاء والدواء يهدد حياة ملايين الأسر السورية.
الخطاب حظي بمتابعة واسعة من قبل السوريين في الداخل والخارج، وعبر العديد من المواطنين عن ارتياحهم لوجود صوت سوري قوي في المحافل الدولية يطالب بحقوقهم ويعكس آمالهم في مستقبل أفضل.
استجابة شعبية
تقول السيدة هيام عابدين: أتمنى أن تتعاون كل الدول، وتمد يدها، وتفتح قلبها لنا نحن الشعب الذي عانى كثيراً، وبالتالي يليق به الأمان والفرح، فقد ركز رئيسنا على أن السوريين يواجهون تحديات ضخمة يومياً، إذ أشار إلى أن ملايين من الناس يعانون من نقص في الغذاء والدواء، وأن أكثر من نصف السكان إما مشردون داخلياً أو لاجئون في دول الجوار.
كما أكد الرئيس الشرع على أن الحرب قد خلفت دماراً هائلًا في المدن والبنى التحتية، وأن هذا الدمار طال كل جوانب الحياة من التعليم إلى الرعاية الصحية، ولم ينسَ، الظروف الاقتصادية السيئة والانقطاع المستمر للكهرباء والمياه تجعل الحياة اليومية للمواطن السوري أكثر صعوبة، ورغم كل هذه التحديات، فإن الشعب السوري أظهر صموداً غير مسبوق في مواجهة هذه المعاناة.
شجاعة وصرخة شعب
على الرغم من لهجة الخطاب القوية والمباشرة، فإن معظم المتابعين للخطاب على المواقع الاجتماعية، أكدوا أن حديث الرئيس أحمد الشرع يحمل في طياته شجاعة ودعوة أمل، وأكد على أن الشعب السوري، رغم كل التحديات، سيظل متمسكاً بالأمل في إعادة بناء وطنه، وجاء في ختام كلمته: “على الرغم من أن الجراح عميقة، لكن السوريين أثبتوا قدرتهم على الصمود، ولابد من أن يكون هناك دور حقيقي للمجتمع الدولي في تحقيق السلام وإعادة بناء سوريا”.
كلمات الرئيس الشرع لم تكن مجرد سرد للآلام، بل دعوة للتدخل الدولي العاجل على جميع الأصعدة لإيجاد حل سياسي اقتصادي شامل يوقف نزيف الدماء، ويعزز الاستقرار والأمل في سوريا.