الثورة – رنا الحمدان :
بأسماء لافتة ” عالتكة، عالندهة، ألو ديليفري، وخليك بالبيت ..” فرضت خدمات التوصيل بالدراجات النارية حضورها في طرطوس، لتتحول من مجرد فكرة بسيطة إلى قطاع صغير يخلق فرص عمل، ويدعم المشاريع المحلية، وسط تحديات تتعلق بالسلامة والتنظيم.
فرصة عمل بديلة
بسبب الأوضاع الاقتصادية، وقلة فرص العمل اللائقة، اضطر خريج التجارة كامل ديب للعمل كشاب ديليفري، بدوره الشاب محمد مصطفى يقول: كنت أعمل في البناء، لكن إصابة جسدية منعتني من الاستمرار، فشجعني صديقي للعمل بتوصيل الطلبات.. يوميتي جيدة وأنا راض، وبعض الزبائن باتوا يطلبونني بالاسم ويكرموني بالبقشيش.
سرعة وكلفة أقل
ترتبط تكلفة التوصيل بتكلفة المحروقات والتقلبات الاقتصادية (تكاليف الوقود والصيانة)، والتي تبقى أقل من كلفة السيارات بكثير، كما ترتبط بالمسافة المراد التوصيل إليها، فيما تتفوق الدراجات بسرعة المرور في الشوارع الضيقة والمزدحمة.
يشير التاجر هادي يوسف إلى أن التوصيل أصبح دافعاّ للتسويق، لافتا إلى أن محله يقع على أطراف المدينة، لكن من خلال صفحة فيسبوك وخدمة التوصيل، استطاع توسيع دائرة زبائنه.
تحديات ومخاطر
لا يمكن إغفال مخاطر الحوادث بسبب السرعة أو التجاوز غير الآمن ، وغياب تشريعات واضحة لتنظيم المهنة ، مع ضعف البنية التحتية المرورية، وضغط العمل والإرهاق الذي يتعرض له عاملو التوصيل أحيانًاً، خاصة في الظروف المناخية الصعبة.
خدمات التوصيل بالدراجات في طرطوس باتت أكثر من مجرد “رفاهية”، فهي مصدر رزق للشباب، ورافد للمشاريع الصغيرة، لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى إطار قانوني وتنظيمي يحمي السائقين والمستهلكين، ويضمن استدامة هذه التجربة.