الثورة – ترجمة ختام أحمد:
تعاقدت الحكومة الإسرائيلية مع شركة جديدة ذات توجه محافظ، وهي شركة “كلوك تاور إكس إل إل سي”، لإنتاج محتوى إعلامي موجه لجمهور الجيل زد، وذلك بعقد قيمته 6 ملايين دولار، وسيُخصص ما لا يقل عن 80% من المحتوى الذي تُنتجه “كلوك تاور” لجمهور الجيل زد عبر منصات متنوعة، بما في ذلك “تيك توك وإنستغرام ويوتيوب والبودكاست”، وغيرها من المنصات الرقمية والإذاعية ذات الصلة، بهدف تحقيق 50 مليون مشاهدة شهرياً على الأقل.
ستنشر “كلوك تاور” أيضاً “مواقع إلكترونية ومحتوى لعرض نتائج تأطير GPT على محادثات GPT”، بمعنى آخر، ستُنشئ “كلوك تاور” مواقع إلكترونية جديدة للتأثير على كيفية صياغة نماذج الذكاء الاصطناعي GPT، مثل ChatGPT، المُدرَّبة على كميات هائلة من البيانات من جميع أنحاء الإنترنت، للمواضيع والاستجابة لها- كل ذلك نيابةً عن إسرائيل.
وكجزء من هذا العمل، ستستخدم الشركة أيضاً برنامج تحسين محركات البحث MarketBrew AI، وهي عبارة عن منصة ذكاء اصطناعي تنبؤية، تساعد العملاء على التكيف مع الخوارزميات والترويج لأعمالهم على محركات البحث مثل Google وBing، “لتحسين رؤية وترتيب السرديات ذات الصلة”.
ستدمج شركة “برج الساعة” رسائلها المؤيدة لإسرائيل في ممتلكات شبكة سالم الإعلامية، وهي مجموعة إعلامية مسيحية محافظة تفتخر بشبكة إذاعية واسعة النطاق وتنتج برامج رفيعة المستوى مثل برنامج هيو هيويت، وبرنامج لاري إلدر، وبرنامج “النظرة الصحيحة مع لارا ترامب”.
في نيسان الماضي أعلنت الشبكة الإعلامية المحافظة أن دونالد ترامب الابن ولارا ترامب مساهمان رئيسيان في الشركة، ولم ترد شبكة سالم الإعلامية على سؤال يوضح ما إذا كانت “برج الساعة” ستحصل على تعويض مقابل ترويجها لرسائل نيابة عن إسرائيل، أو كيفية دمج هذه الرسائل.
براد بارسكيل، المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية، والمستشار الذي تعاقد مع شركة كامبريدج أناليتيكا المثيرة للجدل والمتخصصة في الاستهداف الدقيق خلال حملة ترامب عام 2016، هو محور الصفقة الجديدة للحكومة الإسرائيلية، حيث يرأس بارسكيل شركة “كلوك تاور”، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي الجديد للاستراتيجية في مجموعة سالم ميديا.
وفي عقدها، لا تكشف شركة “كلوك تاور” الكثير عن أنواع الرسائل التي ستُروّج لها نيابةً عن إسرائيل، ووفقاً لملفها المُقدّم بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، فقد عُيّنت “كلوك تاور” للمساعدة في “تنفيذ حملة وطنية في الولايات المتحدة لمكافحة معاداة السامية”.
المسؤول الرئيسي في الشركة هو إران شايوفيتش، رئيس ديوان وزارة الخارجية الإسرائيلية، ووفقاً لحساب شايوفيتش على لينكدإن، فهو يقود حملة تُسمى “المشروع 545” تهدف إلى “تعزيز جهود إسرائيل في مجال الاتصال الاستراتيجي والدبلوماسية العامة”.
سيستهدف مشروع “برج الساعة” شريحةً من الشعب الأميركي انفصلت بشكلٍ حاد عن دعمها لإسرائيل، فقد أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب في تموز أن 9% فقط من الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً يؤيدون العمل العسكري الإسرائيلي في غزة، وتُظهر استطلاعات رأي أخرى تراجعاً في شعبية إسرائيل بين الجمهور الأميركي بشكل عام.
وفي لقاءٍ مع مؤثرين مؤيدين لإسرائيل يوم الجمعة الماضي، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وسائل التواصل الاجتماعي هي أهم سلاح تملكه إسرائيل، وقال: “سيتعين علينا استخدام أدوات المعركة، فالأسلحة تتغير بمرور الوقت، لا يمكن القتال بالسيوف اليوم، فهذا لا يُجدي نفعاً… أهمها هي وسائل التواصل الاجتماعي”.
حتى أن نتنياهو روّج لشراء تيك توك في الوقت الذي تتنافس فيه مجموعة من المستثمرين على شراء الشركة، ومن المتوقع أن يلعب لاري إليسون، الشريك المؤسس لشركة أوراكل، وأكبر متبرع خاص لجيش الدفاع الإسرائيلي، دوراً كبيراً في الصفقة، وقال نتنياهو: “آمل أن تتم، فقد تكون لها عواقب وخيمة”.
المصدر – Responsible Statecraft