الثورة – أسماء الفريح:
حذر نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس من شلل حكومي وشيك على خلفية تعثر التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل الميزانية الفدرالية بعد فشل المفاوضات بين الرئيس دونالد ترامب وقادة الديمقراطيين.
ونقلت فرانس 24 عن دي فانس قوله بعد اجتماع في البيت الأبيض ضم ترامب وقادة الديمقراطيين في الكونغرس إن الديمقراطيين يمارسون “ضغطاً قاسياً” على المواطنين عبر مطالبهم لتفادي تعطل الدولة، مشيراً إلى اقتراب موعد انتهاء المهلة مساء اليوم.
من جانبه، أوضح تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، عقب الاجتماع، أن هناك “خلافات جوهرية” ما زالت تؤخر التوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين، مبيناً أنه تم عرض بعض المقترحات على الرئيس ترامب الذي يبقى صاحب القرار.
كما أكد حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، استمرار الخلافات بين الحزبين حول منع الإغلاق الحكومي على الرغم من تكرار اللقاءات.
وكان جيفريز أعرب في تصريح سابق عن استعداد الديمقراطيين لإيجاد حل يضمن استمرار التمويل الفدرالي، شريطة أن يلبي الاتفاق احتياجات الأميركيين في الصحة والأمن والرفاه الاقتصادي.
ووجه ترامب انتقادات لاذعة للديمقراطيين قبل الاجتماع، معتبراً أن عليهم “اتخاذ خطوات عملية لأن أفكارهم ليست مناسبة”، و”سيئة جداً للبلاد”، فيما وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت المرحلة بـ”غير المناسبة لتحقيق مكاسب سياسية أمام الرئيس ترامب”، معتبرة أن اللحظة تتطلب تعاوناً فعلياً.
وحذر مراقبون من إمكانية حدوث إغلاق حكومي إذا لم يصادق الكونغرس على تشريعات التمويل قبل منتصف ليلة الثلاثاء، ما قد يدفع واشنطن إلى أزمة جديدة، حيث سيؤدي الإغلاق إلى توقف الخدمات غير الأساسية، إضافة إلى حرمان مئات آلاف الموظفين المدنيين من رواتبهم مؤقتاً وتعطيل صرف العديد من منافع شبكة الأمان الاجتماعي.
ووفق مصادر فإن الساعات المقبلة ستشهد استمرار كل حزب في التمسك بمواقفه، بالتزامن مع تصاعد مخاطر حدوث الإغلاق مع اقتراب انقضاء المهلة، فيما تلوح إدارة ترامب بخيار تسريح أعداد كبيرة من الموظفين المدنيين، بدلاً من الحل المعتاد بتعليق الرواتب ريثما تحسم القضية.
ويطرح الجمهوريون خيار تمديد التمويل الحالي حتى نهاية تشرين الثاني القادم، بغية إفساح المجال لمفاوضات أوسع على خطة إنفاق طويلة المدى، بينما يحاول الديمقراطيون انتزاع تنازلات في ظل غياب الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، ولاسيما أن تمرير تشريعات الميزانية يتطلب موافقة 60 عضواً من بين 100 في مجلس الشيوخ.
كما يركز الحزب الديمقراطي على استعادة تمويل بمئات المليارات من الدولارات لقطاع الرعاية الصحية، خاصة برنامج “أوباما كير” الخاص بالأسر منخفضة الدخل، الذي تستهدفه إدارة ترامب بالإلغاء في مشروع الميزانية المصادق عليه في تموز الماضي.