“طريق 2”.. أنسنةُ الأمكنة وعبور نحو وعي جماليّ

الثورة – سنان سوادي:

أتاح معرض “طريق2” في اللاذقية مساحة لتجديد الذاكرة الجماعية، ولإطلاق رسائل السلام والمحبة عبر الفن، ورسالة بأن الإبداع قادر على إعادة البناء كما يعيد الأمل.

برعاية وزارة الثقافة أقيم في محطة القطار باللاذقية معرض “طريق2” الذي تنظمه مؤسسة “مدد للفنون البصرية”، يقام المعرض بنفس التوقيت في خمس محافظات “دمشق، حمص، اللاذقية، إدلب، وحلب”، ويضم 21 عملاً تركيبياً تفاعلياً و15 عملاً تشكيلياً، ويستمر حتى العاشر من شهر تشرين الأول.

35 عملاً فنياً

مدير الثقافة في اللاذقية مجد صارم أشار في تصريح لـ”الثورة” إلى أن المعرض يُعتبر جزءاً من مشروع “ملتقى طريق 2” الذي تبنته وزارة الثقافة في خمس محافظات، وضم عدداً كبيراً من الفنانين الشباب، مضيفاً: إن اختيار محطة القطار التاريخية مكاناً للمعرض، جاء بهدف إحياء ذاكرتها وإعادة تسليط الضوء عليها.

وأوضح صارم أن المعرض يضم نحو 35 عملاً فنياً متنوعاً بين اللوحات الزيتية والمجسمات والأعمال التركيبية، وأن الإقبال الكبير خلال الأيام الأولى يؤكد تعطش الجمهور لمثل هذه المبادرات الفنية.

بدوره، مدير مجموعة الضوء الفنية والمشرف على المعرض ياسر زهير عجوز، أوضح أن “طريق” سبق أن أقيم في دمشق ولاقى تفاعلاً كبيراً، مما دفع المؤسسة إلى تنظيمه في خمس محافظات، ونوه إلى أن معظم المشاركين في الأعمال التركيبية هم من الشباب الذين يخوضون تجاربهم الأولى، وأن الفن قادر على رفع وعي المجتمع وإيصال رسائل إنسانية.

خطوة رائدة

من جهته، بين عميد كليتي الهندسة المعمارية والفنون الجميلة في جامعة اللاذقية الدكتور سامي محمد شيخ ديب، أن المعرض يمثل خطوة رائدة في التعبير الفني الشبابي، إذ تجلت فيه رؤى إنسانية عميقة وأحاسيس وجدانية راقية، والأعمال المعروضة تعكس نضجاً فكرياً وجمالياً، وتؤكد على دور الفن في بناء مجتمع أكثر حباً وإنسانية وتطلعاً إلى عبور الطريق وفق الواقع والاحتمال والاكتشاف للوصول إلى النهاية.

وأضاف: المعرض مساحة مخصصة لعرض مجموعة من الأعمال الفنية، وإتاحة الفرصة للجمهور للتفاعل مع إبداعات الشباب، وإعطاء رؤى شاملة، ويجمع أعمالاً متنوعة لفنانين شباب مختلفين تجمعهم فكرة أو أسلوب مشترك “طريق 2”.

وأشار الدكتور شيخ ديب إلى أن المعرض تميز بالمشاركة الكبرى لطلاب كليتي الفنون الجميلة والهندسة المعمارية بجامعة اللاذقية، وهذا مصدر فخر واعتزاز بالمواهب المتنوعة والمتجددة، داعياً إلى المزيد من الاستمرار والابتكار والتطوير.

مؤكداً على أهمية دور الجامعة في كليتي الهندسة المعمارية والفنون الجميلة، وسعيها للتقدم على المستوى المهني والأكاديمي، من خلال دعم وتعزيز المواهب الفنية وتشجيع الإبداع في مجالات الفنون المتنوعة، والمساهمة في إثراء الحياة الثقافية والفنية التي تخدم كل النواحي المجتمعية.

رسائل إنسانية

فيما أوضح، طالب الدكتوراه في كلية الفنون الجميلة علي نزيهة أن تقديم أعمال تركيبية ضمن المعرض يُعد خطوة مهمة، وتقام لأول مرة في اللاذقية.

وأشار إلى أن اختيار محطة القطار القديمة إشارة إلى الهوية والذاكرة والقدرة على التسامح، والمعرض يحمل رسائل إنسانية عميقة ويسهم في معالجة قضايا اجتماعية ونفسية عبر الفن.

وشارك علي بعمل تركيبي استخدم سيارة مهترئة من أيام الحرب، ليحوّلها إلى مساحة تفاعلية مع الجمهور، إذ بدأ بتغيير لونها الرمادي إلى الأبيض، فاتحاً المجال أمام الزوار ليشاركوا في عملية “إعادة الإعمار الرمزية”، في رسالة عن التحول من العتمة إلى الصفاء والحياة.

الفنانة التشكيلية غيد أمينو، شاركت بلوحة بعنوان “تجلي”، رأت فيها أن سوريا نبتة تنمو من بين الصخور لتنشر الحب والسلام، دمجت في عملها رموزاً مسيحية وإسلامية إلى جانب طالب العلم وطيور الحمام، لتبعث رسالة مفادها أن الوطن يبنى بالمحبة والوحدة.

فيما قدّمت الفنانة التشكيلية سميرة محجازي، لوحة بعنوان “اندثار”، تصور قلب بركان يتفجر كرمز للغضب والصراعات والحروب، أرادت من خلالها التأكيد على المقولة: “إذا كان قلبك بركاناً، كيف تتوقع أن تزهو الأزهار بين يديك؟”.

كما شاركت مايا السمان- من دمشق، بعمل عنوانه “الراكب”، وهو تجربة سمعية صوتية تهدف إلى نقل الإحساس الذي يعيشه الإنسان في رحلة السيرفيس.

ومن حلب قدمت سارة الشيخ حمزة عملاً يبحث في “النور الداخلي للإنسان” والدعوة للتسامح والمحبة والأخوة من أجل بناء وطن واحد.

وعرضت الفنانة التشكيلية شيماء رختوان، لوحة تمزج التراث بالهوية، حيث يخرج من إبريق نحاسي غصن زيتون ورمان وتين وفانوس قنديل وصبابة قهوة، مع زخارف نباتية وأحرف أوغاريتية وألوان دافئة.

وأشارت وئام تعتوع من دمشق أن عملها “مرايا”، يدور حول التصالح مع الذات من خلال ثلاث رسائل هاتفية تتناول التشابه والاختلاف والضياع، على شكل مونولوج داخلي يدعو لتقبّل الأخطاء والتصالح مع الذات.

كمال لولو، أطلق على عمله اسم “كفن”، وهو رسالة سلام وتسامح تأتي من الموتى لتخبرنا أن العدل والمحبة هما الطريق للسلام، العمل تجربة حسية شاملة، تشمل الرائحة واللمس وقراءة عبارات مكتوبة على الأكفان البيضاء.

وقدمت دعاء زينة، عملاً بعنوان “نزوح داخلي”، مشيرة إلى أنه عمل تركيبي يرمز للسلالم باعتباره انتقالاً فكرياً ونفسياً، يفتح على احتمالات القوة أو الانكسار.

فيما شاركت سارة أبو عمرو بعمل بعنوان “الطريق والهويات”، ويرمز إلى رحلة تتقاطع فيها الهويات الإنسانية عبر مسار محفوف بالعيون المنحوتة بالصخور والخارجة منه.

آخر الأخبار
معدات حديثة للمكتبة الظاهرية والمدرسة العادلية اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد جلسة موسعة في الصنمين "الطوارئ وادارة الكوارث": انفجار الألغام أثناء الحرائق سبب لاتساعها روسيا نحو استراتيجية جديدة في سوريا بعد عشر سنوات من التدخل   "خطة ترامب".. هل هي لإنهاء للحرب أم لاحتلال غزة؟ "من الموت إلى الأمل"..  توثيق إنجازات فرق إزالة الألغام وتضحياتهم   جامعة اللاذقية تنهي استعداداتها لبدء التسجيل بالمفاضلة العامة غداً تحديث أسطول وآليات مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق لجنة لدراسة تعديل قانون التأمينات الاجتماعية عصمت العبسي: انتصار الشعب السوري ثمرة نضال شعبي وليس منّة من أحد تلمنس تستعيد أنفاسها بعد إزالة نصف أنقاضها بجهود الخوذ البيضاء مكتب لرعاية شؤون جرحى الثورة في درعا سراقب.. عودة الحياة المدرسية بعد التحرير و دعم العملية التعليمية وصول 50 حالة تسمم إلى مستشفى نوى الوطني.. و وحدة المياه تنفي الثلوث  امتحانات السويداء.. حلول على طاولة "التعليم العالي" إجراءات صارمة ضد الجهات غير المرخصة في السوق المالية دمشق .. حيث يصبح ركن السيارة تحدياً.. مواقف مشغولة وقلق متواصل في صراع التشريع والتحديات.. مفتشو العمل وتحديات البيئة الآمنة إعادة تفعيل خدمات السجل العدلي في جرمانا تحقيق لـ"ميدل إيست فوروم": إيران حوّلت سوريا في عهد المخلوع إلى قاعدة أمامية للحرس الثوري