الثورة
وصل وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين سلامة، إلى مدينة العلا في المملكة العربية السعودية، للمشاركة في اجتماع قادة مؤتمر ميونيخ للأمن، المقرر عقده بين 30 أيلول و2 تشرين الأول المقبل، بمشاركة نحو 70 شخصية دولية رفيعة المستوى.
يركز الاجتماع على بحث الوضع الأمني في الشرق الأوسط وتداعياته الجيوسياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويعقد اللقاء في إطار حوارات مغلقة عالية المستوى، تهدف إلى ربط القادة الأوروبيين والأمريكيين بنظرائهم في الشرق الأوسط وخارجه، وفتح قنوات مباشرة للنقاش حول القضايا الأمنية الأكثر إلحاحاً، بما يعزز التعاون ويفتح آفاقاً لفهم أعمق للتحديات المشتركة.
تأتي المشاركة السورية في هذا الاجتماع ضمن مساع أوسع لتعزيز التواصل المباشر بين صناع القرار في الغرب والمنطقة، وتهيئة مساحة للحوار بشأن الملفات الأمنية الحساسة، بما يتيح مقاربة أكثر تنسيقاً للتهديدات التي تواجه المنطقة، ويرى مراقبون أن الحضور السوري يحمل بعداً دبلوماسياً مهماً يعكس انفتاح دمشق على المحافل الدولية في ظل المرحلة الانتقالية.
وكان الوزير الشيباني قد شارك للمرة الأولى في مؤتمر ميونيخ للأمن في نسخته الـ61 التي انعقدت في فبراير/شباط الماضي بمدينة ميونيخ الألمانية، عبر ندوة حملت عنوان: «فجر جديد لدمشق: آفاق الانتقال في سوريا»، وهي أول مشاركة رسمية لسوريا في المؤتمر منذ تأسيسه عام 1963.
وقد شهدت الندوة حينها حضور مسؤولين إقليميين ودوليين، وتمحورت النقاشات حول الملف السوري، ولا سيما تأثير العقوبات الاقتصادية المفروضة على دمشق والبحث في آفاق التعامل معها ضمن التطورات السياسية الجديدة.
وكانت مشاركة وزير الخارجية أسعد حسن الشيباني الأولى في ميونيخ (فبراير/شباط 2025) رمزية بالدرجة الأولى، إذ مثلت كسر عزلة استمرت لعقود عن واحد من أبرز المحافل الأمنية الدولية، حينها اقتصرت المشاركة على ندوة جانبية عنوانها “فجر جديد لدمشق”، حملت رسائل افتتاحية للتعريف بالمرحلة الانتقالية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
أما في اجتماع العلا، فإن الحضور السوري بات جزءاً من حوارات مغلقة عالية المستوى تجمع قادة دوليين وإقليميين، ما يعكس انتقال سوريا من موقع “الضيف المراقب” إلى طرف في نقاشات حساسة حول أمن المنطقة.
هذا التطور يرمز إلى ترسّخ الاعتراف الدولي بالحكومة الانتقالية كلاعب جاد في صياغة الأمن الإقليمي.