أهالي جرمانا بين ظلام المنازل وعطش الأحياء

الثورة – لينا شلهوب:

لم يعد انقطاع الكهرباء في مدينة جرمانا وأحيائها أمراً مفاجئاً للأهالي، لكنه في الأيام الأخيرة أخذ أبعاداً أكثر قسوة، مع تعطّل محطات التحويل والمخارج المغذية لمناطق حيوية، مثل: حي القوس، وأجزاء من حي النهضة وغيرهما، ما أدى إلى انقطاع التيار عن آلاف الأسر خلال الليالي الماضية وحتى ساعات طويلة من النهار.

أعطال متلاحقة

مدير شركة كهرباء ريف دمشق المهندس سامر لطوف بين في حديثه لـ”الثورة”، أن محطة تحويل جرمانا تعرّضت لعطل طارئ، تمثّل بانهيار العازلية على أحد الوصولات، بالتزامن مع عطل سابق على قاطع 66 ك.ف، هذه الأعطال أدت إلى خروج المحطة عن الخدمة بالكامل، وبالتالي انقطاع التغذية الكهربائية عن مساحات واسعة من جرمانا، وعلى الرغم من تأكيد الشركة أن الورشات المختصة تعمل بشكل مكثف لمعالجة الأعطال، إلا أن الأهالي يرون أن النتائج بطيئة، وأن ساعات الانتظار تزداد على حساب حياتهم اليومية.

أثر مباشر على المياه

لم يتوقف الأمر عند الكهرباء، بل امتد أثر العطل ليصل إلى المياه، إذ تسبب انقطاع التيار عن الخط المعفى المغذي لمضخات المياه في المدينة بحرمان أحياء واسعة من دورات التغذية، وتشمل المناطق المتضررة القوس، النهضة الجديدة، شارع الفارس، الخنيدق، البيدر، الروضة، الوحدة، كرم حديد، الجمعيات، دف الصخر، ساحة السيوف، حي الموقف، الجورة، البستان، إضافة إلى أحياء خلف المجمع التربوي وحتى المحلق.

الأهالي يشرحون معاناتهم، ويؤكدون أنهم ينتظرون ساعات طويلة، من أجل التنعّم بدقائق قليلة من الكهرباء، كي يملؤون خزاناتهم بالمياه، لكن حين تنقطع بالتزامن مع برنامج الضخ، يشعرون بأنهم في حصار مزدوج، وذلك كما يقول أبو طلال زهيرة أحد سكان حي البيدر، وهو يحمل أوعية فارغة بحثاً عن نقطة ماء قريبة.

تقنين غير منتظم

بعيداً عن الأعطال، يشتكي سكان جرمانا كغيرهم من أهالي ريف دمشق، من غياب انتظام برامج التقنين، فقد كشفت مصادر مطلعة في قسم كهرباء جرمانا أن عطلاً فنياً أثّر مؤخراً على كامل منطقة ريف دمشق، ما جعل من الصعب الالتزام بأوقات التغذية المعتمدة، أما في باقي الأيام، فالوضع ليس أفضل حالاً، إذ تؤكد الشركة أن انخفاض كمية التوليد الكهربائي هو السبب المباشر للتقنين الحالي، وهو ما يطال كامل مناطق الريف وليس جرمانا وحدها.

لكن الأهالي يرون أن هذا التبرير لا يخفف من معاناتهم اليومية، وتقول أم خالد رباح، وهي ربة منزل: نعيش على أمل أن تأتي الكهرباء لنشحن هواتفنا ونقوم بأعمال البيت من غسيل وتنظيف، لكن فجأة تنقطع قبل أن نكمل أي عمل، حتى طلابنا لا يستطيعون متابعة دروسهم عبر الإنترنت.

أعباء اقتصادية واجتماعية

تداعيات الانقطاع المستمر تتعدى الجانب الخدمي، لتلقي بظلالها على الوضع الاقتصادي المنهك أصلاً، أصحاب المحال التجارية، ولا سيما محال المواد الغذائية والمطاعم، ومنهم محل أبو يزن الطويل، ويبين أن معظم أصحابها يتكبدون خسائر بسبب فساد المواد المخزّنة، وعدم القدرة على تشغيل البرادات والمعدات، فيما يضطر بعض الأهالي إلى شراء مياه الشرب بأسعار مرتفعة، أو تشغيل مولدات كهربائية صغيرة بكلفة لا تقل عن 10 آلاف ليرة يومياً للعائلة الواحدة.

ويتابع جاره سامر المصري، صاحب متجر صغير في حي الروضة: ندفع فاتورة كهرباء لا تصلنا أصلاً، وأكثر من ذلك، نشتري مازوت أو بنزين للمولدات، وإذا لم نشغلها بهذه الطريقة، نخسر بضاعتنا.

وعود بانتظار التحسن

رؤساء لجان عدد من الأحياء، منهم رامي الحلبي، ومعمر هنيدي، وعماد غانم، يرون أنه على الرغم من الوعود بأن الوضع قد يتحسن فور زيادة كمية التوليد، يبقى هذا التحسن مرهوناً بظروف إنتاج الطاقة على المستوى الوطني، وحتى ذلك الحين يعيش السكان بين واقع تقنين قاسٍ وأعطال متكررة تضاعف المعاناة، كذلك كثيرون من الأهالي يجدون أنفسهم مضطرين للتأقلم مع واقع يفرض الظلام والحرمان من الكهرباء والماء لأيام، في وقت تتزايد فيه الأعباء المعيشية، وبينما تواصل الفرق الفنية جهودها لإعادة التيار تدريجياً، تبقى معاناة الناس شاهداً على حجم الفجوة بين الوعود وحياة المواطنين اليومية، إذ يشكل توفر الكهرباء والماء أبسط مقومات الاستقرار.

آخر الأخبار
مخلفات الحرب .. انفجارات خلال ثمانية أشهر ونداءات متكررة للحماية "التجاري" يطلب من المتقاعدين تحديث بياناتهم حملات المرور في حلب بين ضبط الفوضى واتهامات بالتشدّد أهالي جرمانا بين ظلام المنازل وعطش الأحياء مواجهة الضحايا بجلاديهم تفتح فصلاً جديداً في العدالة السورية حلب تطلق حملة للكشف المبكر عن سرطان الثدي "مياه درعا" تكشف السبب الرئيسي لتلوث المياه في نوى مناقشة تطوير الاستثمار الوقفي في ريف حلب و"فروغ" المحال الوقفية وزير الأوقاف يزور مصنع كسوة الكعبة المشرفة جهود لتحسين الخدمات بريف دمشق دراسة إشراك العاملين في حكومة الإنقاذ سابقاً بمظلة التأمينات الاجتماعية أكاديميون يشرحون  الإصلاح النقدي والاستقرار المالي..  تغيير العملة سيؤدي لارتفاع البطالة ..اذا  لم ! مفاضلة القبول الجامعي تسير بسهولة في جامعة اللاذقية مرسوم رئاسي يمنح الترفع الإداري لطلاب الجامعات اجتماع الهيئة العامة لـ"غرفة دمشق": الشراكة لتعزيز الصناعة والتنمية الاقتصادية تبادل البيانات الإحصائية..  مشاركة سورية فاعلة للاستفادة من التجارب العالمية  " المالية"  تغيّر خطابها.. من الجباية إلى الشراكة مع " الخاص" الشيباني يجتمع مع وزير الدفاع اللبناني في السعودية ما دلالة انعقاد المؤتمر الدولي حول الأسلحة الكيميائية في سوريا؟ بخبرات سورية مكتسبة…عمليات قلبية مجانية بمستشفى ابن رشد في حلب