الثورة – لجينة سلامة:
يترك لشعره أن يحكي عنه، وللعناوين أن تختصر نتاجه الأدبي من رواية وقصة وشعر عبر مراحل عمره المتتالية، لكل مرحلة عبقها وعمقها وتجربتها التي تغني ما يليها.
بدأ الأديب علم الدين عبد اللطيف بكتابة الرواية “أحلام الزمن المتوسط” في عام 1994، فكتب بهدوء بعيداً عن الأضواء وصخب الإعلام.

“الثورة”، التقته، حدثنا عن رأيه في الساحة الأدبية اليوم، فقال: “الأدباء هم أنفسهم منذ عقود، لكن الحراك الأدبي شبه منعدم في طرطوس، فلا منابر ثقافية أو إعلامية سوى السوشيال ميديا، ولا نشر كتب أو أية أعمال أدبية وفنية أخرى.
والأسباب كثيرة نعرفها بدقة، منها انعدام وسائل النشر الحكومية التي كانت، وعدم تبني أي دار نشر لأي كاتب سوى ما تختاره بعض دور النشر في العاصمة، ويقتصر ذلك على الترجمة تحديدا، ولهذا أسبابه أيضا.
ويضيف: “عموما، تبدو أمور الأدب مؤجلة، فالناس انصرفت عن قراءة الكتب ليس فقط لارتفاع ثمنها، بل بسبب المزاج القلق الذي ينتابهم. فليس ثمة مساحة لترف القراءة بل لتتبع كل جديد يوميا وبالتصفح السريع لصفحات الفضاء الأزرق. ” كيف تعرّف نفسك في زحمة الأقلام الشعرية والأدبية؟ لا أولي الأمر أهمية، أكتب كمن يكتب لنفسه.
قال: “أعرف أن الآخرين يتفاعلون مع ما أكتب، لكن هذا ليس مشروعا راسخا، فهو أقرب لتزجية الوقت. أقرأ كثيرا فلدي وقت للقراءة بعد تقاعدي من المحاماة. وأملك مكتبة كبيرة تنامت وتضخمت خلال عقود. وكنت قد اشتركت في مهرجانات ونشاطات أدبية وثقافية في سوريا، ونشرت العديد من الأبحاث في الدوريات السورية والعربية.
“- هل يتعبك نظم الشعر، وخاصة إذا انتابتك حالة من الإحساس بعدم الانتماء إلى بيئتك ومحيطك المحلي؟ “
أكتب الشعر باستمرار وأنشره على صفحتي الفيسبوكية. وكنت قد فقدت كل قصائدي وأبحاثي ومنشوراتي التي كتبتها خلال 15 سنة عندما ضاع حسابي ولم أتمكن من استرجاعه. لا أتعب من كتابة الشعر بل أعتبر كتابته متنفسا وترويحا عن النفس. بالعكس، أشعر بانتمائي الأكيد لوسط أدبي متميز من أصدقاء ومعارف، وأكسب أصدقاء افتراضيين كل يوم، استفدت منهم وتعلمت، ومازلت أتعلم. وأستثمر أوقاتي بعد التقاعد في رسم البورتريه، وأتابع تماريني في الخط العربي، وأمارس هوايات فنية أمتلكها.
– إن كان الشعر يؤمن قوت يوم الشاعر، ما هو مردود ما يكتب؟ أوضح أنه لم يبع يوما نسخة واحدة من كتاب له، بل يهدي أصدقاءه ومعارفه كما يهدونه كتبهم.
وعن الأقلام الشابة، وكيف يرى مستقبلها؟ فأجاب: “حقيقة أشعر بالأسى على جيل يتم إقصاؤه وتهميشه، وهو الذي يفترض أن يتابع العمل في الثقافة والأدب. هذه مرحلة لا وجود لعمل جاد فيها منذ زمن ليس بقليل، ربما عقود، الآباء المؤسسون في الثقافة والأدب والفن والمسرح مثل محمد عمران وعلي كنعان وممدوح عدوان وفرحان بلبل وسعد الله ونوس وحنا مينة وهاني الراهب وفايز خضرو والماغوط وغيرهم في الشعر والرواية والقصة، لم يظهر جيل جديد يرثهم. وكأنهم استُهدفوا وهم أجنّة في بطون أمهاتهم. المرحلة السابقة أقصت كل مشروع أدبي جاد”.
– من هم الذين يتقنون الحب من وجهة نظرك؟
“يتقنون الحب” هي قصيدة من قصائد المجموعة نشرتها في مدونتي. وأقصد بهم ذوي البراءة والنقاء الذين يقترفون لحظاتهم ولا يلقون بالا لمشيئة زمن لم توجده أمهم المصنوعة من التراب، ولم تعد تعترف بهم شمس في النهار.
“ومن جديد شعر الأديب علم الدين عبد اللطيف، اقتطف:
“قد كان ممّا كانَ
لكن ما حكى
إن ناب عنه الجرحُ
فالنزفُ نكا
بعض الشكاية
قد تضيء
وربّما
في بعضها…تكفي لهدهدة
البُكا
ولربما حينا حكاية
حاله فيها غفا
وعلى جوانبها
ارتكى.
بعضُ الجراح
وهنّ كنَّ شواهداً
قد أبدلت حال الضياع
تملّكا.
إصداراته: يذكر أن له رواية “قمر بحر”، و”السور والعتبات”. بعدها أصدر كتابا نقديا للقصة القصيرة وكتاب “المقدس والدولة” الذي استغرق في كتابته أربع سنوات، صدر له ديوان شعري بعنوان “سيدة الماء”، و”يتقنون الحب”.
واشترك مع الدكتور إياس حسن بكتاب” الشعر العربي في مئة عام”، وتبعه ديوان شعر “بعض نزف من عذوبة” طباعة وزارة الثقافة.
“الرحيل الأخير” وهي رواية تنتظر النور، بالإضافة إلى مخطوط روايات في كتاب لخّص فيه أحد عشرة رواية عربية وأجنبية، وعلّق على كل منها برؤية نقدية.