ثورة أون لاين – موسى الشماس :
تعد سورية من أقدم المناطق التي أهلها البشر، ومر فوق ثراها الكثير من الغزاة والفاتحين، وفي كل عصر، مهما اختلف سادته، لم يكن هنالك مناص من المرور بأرضها.
كان لهذا التاريخ الحافل أعظم الأثر على الصناعات اليدوية و الحرف المتنوعة التي قامت فيها، فمرة تزدهر صناعاتها وتتطور، وأخرى يُهجَّر الصنّاع إلى أرض الغازي فتتضرر تلك الحرف و الصناعات
يوجد في سورية 800 ألف حرفي يتوزعون في مهن و حرف متنوعة تتعلق بالخزف و الفخار و الموزاييك و الاخشاب و الزجاج و الفسيفساء و الخط العربي و حرف المعادن ابتداء من الحديد و الالمنيوم وز النحاس وصولا الى الذهب
و يعاني الحرفيون من صعوبات كبيرة يعمل الاتحاد العام للحرفيين حاليا على بلورتها و تذليل العقبات التي يعاني منها الحرفيون حسبما أوضح رئيس الاتحاد العام للحرفيين في سورية السيد ياسين السيد حسن للثورة أون لاين
وأوضح أن الاتحاد العام للحرفيين يسعى إلى تخطي المرحلة الماضية التي اعتمدت على بعض المفاهيم المغلوطة ما ينتج عنه عدة قرارات اقتصادية خاطئة الأمر الذي يتطلب ضرورة إيجاد أسواق داخلية وخارجية لتسويق منتجات الحرفيين والعمل على تسهيل اجراءات استيراد المواد الأولية بما يساعد على تخفيض تكلفة الإنتاج والسعي لإقامة مراكز تأهيل وتدريب للحرفيين بما يساعد على تطوير منتجاتهم ومواكبة التطور التقني والعلمي إضافة إلى ضرورة تفعيل التنظيم الحرفي على المستوى المحلي حتى تكون مشاركته فعلية في جميع المجالس واللجان لتحقيق مصالح التنظيم والمشاركة في القرار الاقتصادي بفعالية أكبر.
وأشار حسن الى العمل على تأمين خدمات داعمة للجمعيات والاتحادات الحرفية الفرعية وإيجاد مشاريع استثمارية مثل: أفران, محطات, وقود, وصالات أفراح, مطاعم,..إلخ وأغلبية هذه المشروعات بحاجة إلى أرض لإقامتها عليها بالإضاقة إلى ضرورة الاستفادة من مشروع صندوق التنمية المطروح من قبل وزارة الصناعة الهادف إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة من خلال استهداف الوزارة لبعض الصناعات الحرفية, والسعي لإيجاد جدول عمل ما بين التنظيم الحرفي ووزارة السياحة على ألا تكون فريقي عمل بل فريق واحد والتمييز بين المروج للصناعات الحرفية والحرفي وإيجاد تشاركية لخدمة الجميع والتركيز على تطوير الحرف المتأصلة في البلاد من المهن التقليدية والتراثية مثل الموبيليا والموزاييك والصدفيات والنحاسيات والدباغة والصناعات النسيجية وغيرها من الحرف التي تعطي قيمة مضافة وتقوم على تشغيل العمالة.
الموارد المتاحة
ونوه حسن إلى ضرورة العمل على دراسة الأماكن الأكثر فقراً وتحديد الموارد المتاحة التي يمكن بناء صناعات وحرف صغيرة ومتوسطة الصغر تساعد على تنمية هذه المناطق وتحسين واقعها الاقتصادي وذلك بالتعاون مع وزارة الصناعة إضافة إلى ضرورة العمل على منع استيراد جميع المواد والبضائع المصنعة في الخارج المنافسة للمنتج المحلي والتي انعكست سلباً على إنتاج الحرفيين وأدت إلى توقف العديد من المنشآت عن العمل وإن كانت العلاقات التجارية مع الدول لا تسمح بذلك, الأمر الذي يتطلب رفع الرسوم الجمركية على المستوردات التي تعيق المصنوعات الحرفية المحلية والعمل على وضع دراسة شاملة بالتكاليف الجديدة لصناعة الرغيف التمويني وذلك تماشياً مع زيادة الأجور وارتفاع المواد الداخلة في صناعته ومنح الحرفيين هامش ربح مع التأكيد على عدم زيادة سعر مادة الخبز واقتراح تخفيض سعر مادة الدقيق التمويني بما يساعد أصحاب المخابز للعمل بمرونة وتقديم رغيف جيد للمواطنين والطلب من الشركة العامة للمطاحن بتسليم الدقيق التمويني بالوزن وليس بالكيس للتجاوزات بنقص الوزن بالأكياس وتحسين نوعية الخميرة الطرية وتعبئتها ضمن عبوات كرتونية للحفاظ عليها من التلف والتلوث وإقرار دراسة التكلفة الفعلية للخبز التمويني الموثقة من قبل اللجان العاملة في وزارة التموين.
تمثيل الحرفي في اللجان
كما طالب رئيس الاتحاد بتمثيل الحرفيين في جميع اللجان المالية والخدمية وبجميع أنواعها والتي لها علاقة بالتنظيم الحرفي كعضو ومقرر في الشأن الحرفي وتمثيلهم أيضاً في لجان الاستيراد والتصدير والكشف الجمركي, إضافة إلى تكليف الحرفيين الملتزمين بالتنظيم الحرفي بالحد الأدنى من ضريبة الخدمات والنظافة المفروضة من قبل مجالس المدن والبلديات مع إعطاء الأولوية للحرفيين بالنسبة للمناطق الصناعية وتسهيل إجراءات التسجيل ونقل التراخيص وخاصة نقل ترخيص المنشأة الحرفية للحرفي المتوفى للورثة من دون أي معاناة ودفع رسوم إضافية كما ركز حسن على ضرورة تسليم المركز المخصص لتخديم المقالع والمكاسر في محافظة ريف دمشق مخصصاته كاملة من المازوت أسوة بالصناعيين مع استثنائهم من تعليمات رئاسة مجلس الوزراء رقم 60/7/1 الصادر بتاريخ 23/5/2011 والعمل على إلغاء الإجراءات المتخذة بحق الجمعيات الحرفية للصياغة بدمشق وحمص وحماة وحلب وطي قرارات الحجز على مقرات الجمعيات والإعفاء من الغرامات المفروضة على هذه الجمعيات من قبل وزارة المالية جراء تطبيق قانون الانفاق الاستهلاكي من قبل مديرية الاستعلام الضريبي في الوزارة المذكورة وذلك استناداً للمادة 7 فقرة ب من المرسوم التشريعي 250 لعام 1969.
المكتب الاقتصادي
و أوضح السيد محمد ديب الجلد رئيس المكتب الاقتصادي بالاتحاد العام للحرفيين أن هناك تنسيق مع بعض الوزارات المعنية خاصة وزارة الاقتصاد لتثبيت التسعيرات الصادرة بشكل دوري و الزام كافة الجهات بالالتزام بها اضافة الى حل مشاكل الصاغة سواء في الاستيراد الذي أصبح مسموحا ظاهريا اذ أن رسومه العالية تمنع الصائغ من الاستيراد , ناهيك عن مشاكل تصدير الذهب المصنع
و كان الكتاب الذي وجهه جرجي صارجي رئيس جمعية الصاغة بتاريخ 11-7-2012 الى الاتحاد يركز على ضرورة عدم تصنيع عيارات خفيفة من الذهب كما اقترح البعض لان من شأن ذلك جعل عملية متابعة و مراقبة تلك العيارات أمرا متعذرا مما يؤثر سلبا على كل ما يتعلق بالذهب لاحقا
لقاء هام
الجدير ذكره أن السيد الرئيس بشار الأسد التقى في 10-6-2012 أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام للحرفيين ,وتناول اللقاء المشاكل والعقبات التي تعترض الحرفيين والصناعات الحرفية.
وشدد الرئيس الأسد وقتها على الدور الهام الذي يضطلع به الحرفيون في دعم الاقتصاد الوطني مشيراً إلى أهمية التنسيق بين اتحاد الحرفيين ومؤسسات الدولة لترتيب الأولويات وتقديم الحلول الواقعية المناسبة لمعالجة مشاكل الحرفيين التي قد تعترضهم. و إلى الارتقاء بأداء الاتحاد وزيادة تواصلهم مع الحرفيين والاستماع الى همومهم والتركيز على التدريب والتأهيل وطرح الأفكار التي تسهم في الحفاظ على الصناعات الوطنية وتطويرها