ثورة أون لاين :علي نصر الله البقعة الساخنة
لم يعرف الكون، ولم يعرف التاريخ، ولم تعرف المجتمعات السياسية تزويراً كالذي يجري اليوم في العديد من المفاهيم والمبادىء المتصلة بمسألة الديمقراطية، والحريات، والثورات، ونظم الحكم القائمة في أربع جهات الأرض.
وعليه، فإن التاريخ لم يعرف تزويراً لحقيقة ما يحصل في سورية كالذي يجري خاصة لجهة تصوير وتقديم الأمر على أن كل ما يحصل هو مواجهة بين الدولة والمعارضة!.
وهنا يعتقد أنه من غير المجدي توضيح ما هو واضح، ولا شرح ما هو مشروح، بل لا بد من تظهير الفضيحة، وتسمية الأشياء بأسمائها دون الاهتمام باللغة السياسية والدبلوماسية، لطالما أسقطت قوى العدوان والتطرف كل لغات العقل والمنطق، وجعلت الكذب والتزوير والنفاق أساً وأساساً للغة المتداولة على المنابر الدولية.الأسئلة التي تفضح القصة عن آخرها وتعري كل الأطراف الدولية التي تحاول التدخل في سورية هي: هل عرف التاريخ (معارضة) تحظى بما حظيت وتحظى به ما يسمى المعارضة السورية؟ هل هناك من سابقة سجلت في التاريخ لجهة أن يقف ما يزيد على مئة دولة أو دويلة –أصيلة أو تابعة – الى جانب معارضة ما في هذا العالم؟!.وهل حظيت معارضة ما في تاريخ الحكم السياسي بما حظيت به ما يسمى بالمعارضة السورية من دعم وإسناد إعلامي كالذي يحصل، حيث تجاوز عدد الفضائيات والصحف والمجلات والمواقع الالكترونية المئات، والتي تعتمد لغة نفاق واحدة تكاد تتطابق في المفردات والأولويات؟!.وهل حظيت معارضة حقيقية أو مصطنعة بالتمويل الذي تحظى به ما يسمى بالمعارضة السورية، حيث يجري الحديث عن تخصيص المستعربين في خليج الغدر والجهل مئة مليار دولار لإسقاط الدولة السورية وتفكيك جيشها ومؤسساتها الدستورية؟ فضلاً عن التعهدات الإضافية التي قطعتها كل من السعودية وقطر بفتح خزائن المال، ومستودعات السلاح، وباستجلاب القاعدة والمرتزقة وارهابيي العالم الى سورية لتحقيق هذا الغرض، فيما نراها تعاقب المعارضة الوطنية التي لا تعمل وفق أجنداتها؟!.
أسئلة أخرى كثيرة يمكن طرحها في هذا السياق، غير أن هذه الأسئلة كافية لتعرية المؤامرة وأطرافها بدءاً من العثمانيين الجدد في حكومة العدالة والتنمية بتركيا، مروراً بعباءات الخليج وملوك وأمراء النفط والقذارة والاستبداد، وانتهاء برؤساء حكومات الدول الغربية المتصهينين، والتابعين للأميركي المنافق الأكبر والمهزوم الأول على غير جبهة وفي أكثر من اتجاه.غني عن القول إن ما يجري لا علاقة له بالمعارضة ومفهومها، واذا كان هناك من استمرأ الكذبة ويريد للمعركة أن تستمر تحت عنوان المعارضة، فإن هذه المعركة سقطت، واللعبة انتهت، غير أن المعركة الكلية لم ولن تنتهي إلا بتنظيف وكنس العباءات الخليجية عن عروشها الكرتونية، وبإسقاط الباب (الواطي) في أنقرة أو اسطنبول –لا فرق– وبصياغة نظام عالمي جديد يحدد الحجوم الحقيقية للآخرين في القارة العجوز وبلاد العم سام الذي ينبغي أن يتقبل طعم الهزيمة وأن يلعق جراحه بنفسه كما تفعل الكلاب.
ali.na_66@yahoo.com