الهلع الإسرائيلي وبقايا العبث الغربي

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم :
يكثر اللغط الإسرائيلي بعد طول صمت، وكثير منه لغو في الوقت المستقطع وأحياناً عبث بشظايا الإرهاب ونواتج مفخخاته السياسية، التي أحكمت حضورها في ساحات المنطقة على مدى السنوات الماضية،

ويترافق في أغلب الأحيان مع تسريبات حمّالة أوجه أو قابلة للتفسير المزدوج، ولا تخرج عن ذات السياق تلك التي تتحدث عن وحدات ارتباط تارة أو خلايا عمل تنسق العلاقة مع التنظيمات الإرهابية تحت عناوين متلونة تارة أخرى، من دون أن يخلو ذلك من شطَط يفسح في المجال أمام سيل من الثرثرة التي تميط اللثام عن أسباب ودوافع الصمت الإسرائيلي في بعض الأحيان.‏

آخر ما تفتقت عنه المكنونات الإسرائيلية كان الحديث العلني عن مخاطر هزيمة الإرهاب وانعكاس ذلك على إسرائيل ووجودها، والمخاوف التي أثارتها احتمالات انكسار التنظيمات الإرهابية واقتراب أفولها، حيث ستبقى «إسرائيل» منفردة في مواجهة مع سورية ومحور المقاومة كما تروج، في إشارة لا تخلو من دلالة علنية تكشف حدود الارتباط ومساحة الرهان الإسرائيلي على التنظيمات الإرهابية وإلى أي حدّ كانت تعوّل على وجودها في سياق الخشية من التداعيات القائمة في المنطقة.‏

فقد سبق لـ«إسرائيل» أن أفصحت عن حضورها ووجودها كلما لاحت في الأفق بوادر ومؤشرات على هزيمة التنظيمات الإرهابية، وهو حضور كان يتطور حسب مقتضيات المشهد، ومدى حاجة الإرهابيين لجرعة الدعم اللازمة، أو يرتبط بمدى انهيار معنوياتهم وفي بعضها الآخر كانت تتدخل لفك مأزقهم، والتخفيف عنهم، والشواهد سابقة ولاحقة لكل تطور يحصل هنا أو هناك.‏

لكن هذا الأمر ارتبط بالمحيط الجغرافي الذي كانت «إسرائيل» تحاول أن توحي «بحيويته» بحكم متاخمته لوجودها الاحتلالي، وكانت تُبدي صمتاً مطبقاً حيال ما يبتعد عن ذلك، وإن كانت الإشارات الواضحة منذ البداية بأن الأصابع الإسرائيلية حاضرة في كل ما يجري في المنطقة وتحديداً سورية، وهو أمر قلناه منذ البداية: فتِّش عن العامل الإسرائيلي، وعن المصلحة الإسرائيلية وعن الأطماع الإسرائيلية، بل ما هو أكثر من ذلك، حيث التقاطع في المصالح مع داعمي الإرهاب الإقليميين الذين كانوا يعملون وفق المشيئة الإسرائيلية وحسب رغباتها كما كانوا يربطون وجودهم بالتعويل على الإرهاب أكثر من شيء آخر، وهو أيضاً ينسحب على داعمي الإرهاب الدوليين.. ابتعدوا بهذا القدر أو ذاك.‏

والأمر لم يتغيّر ولم يتبدّل إلا فيما يتعلق بالمؤشرات الدالة على بدء مرحلة هزيمة الإرهاب وتقلُّص مساحة وجوده وحضوره على الأرض، وسط تدحرج في الاحتمالات بإمكانية هزيمته كلياً مع ما تحمله من هواجس لم تكن في الحساب الإسرائيلي، ولم تَرِد في معادلات داعمي الإرهاب الإقليميين، حيث اقتراب لحظة الحسم الفعلي يرفع من وتيرة التعبير عن تلك المخاوف، بل يمكن أخذها قرينة على القادم من الخطاب الغربي بعموميته، ومقدمة تمهيدية لما سيأتي عليه الإعلام التابع له في المنطقة، حيث سيكون العنوان الأكثر حضوراً في مساحات التداول وفي مواقف ساسة الغرب.‏

فـ«إسرائيل» عندما تبدي مخاوفها من اقتراب هزيمة الإرهاب لا نأخذه على أنه قرينة على ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية ولا نحتاجه، فهذه مسألة باتت محسومة ومعروفة من قبل الجميع، بل نوردها لأن على الغرب أن يزيد من جرعة مخاوفه، وعلى البعض الإقليمي أن يرفع من منسوب تحضيراته وأن يعيد تقييم انعطافاته لتقبُّل الأمر الواقع، حيث الخوف لا يردُّ الهزيمة.. والهلع لن يحول دون الإقرار في نهاية المطاف بأن المشروع المسوّق للمنطقة يتدحرج في الاتجاه المعاكس وفي الموقع الخطأ أو على الأقل جاء في التوقيت غير الصائب.‏

الإرهاب والعامل الإسرائيلي متلازمة لم تكن بعيدة في يوم من الأيام عن الواقع، وقد كانت حاضرة في كل الاستنتاجات السياسية المرافقة، غير أن «إسرائيل» حين تعلن جزعها من هزيمة الإرهاب وتظهره للملأ، يعني أنها الخائفة من التداعيات.. حالها في ذلك حال المشيخات، ودورها لم يكن خارج هذا السياق، وهو ما يُملي على الجميع إعادة التموضع السياسي والاصطفاف الذي لن يقتصر على السياسي، بقدر ما هو محكوم ميدانياً بالجبهات التي يراد لها أن تتسع كي تستوعب حجم ما سينتج من تدحرج، لن تكون المنطقة وحدها مسرحاً لها أو موقعاً لتفاعلاتها المحسومة سواء طال الزمن أم قصر، فالرهان على الإرهاب والتعويل على داعميه كان خاسراً في تجارب التاريخ، ولن يكون إلا كذلك في تجارب اليوم ومشاهده ومعاركه وحروبه ومواجهاته.‏

الهلع الإسرائيلي والمخاوف والخشية جميعها تقود إلى النتيجة ذاتها، يقابله بقايا العبث الغربي بفتات اللغو الإسرائيلي، وفي الحالين.. الخوف من النهاية المنتظرَة للإرهاب بأشكاله المختلفة وتداعياته، وجملة العوامل التي تفيد بوجوده وحضوره ليست بأفضل حال، سواء ارتطمت بسقوف العجز، أم كانت حصيلة فشل غربي مدوّي، أم إعلان خاتمة النهاية لأدوار المشيخات الوظيفية بنسختها الحالية..!!‏

 

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
كيف يواجه المواطن في حلب غلاء المعيشة؟ إزالة أنقاض في حي جوبر بدمشق ريف دمشق: تأهيل ٩ مراكز صحية.. وتزويد ثلاثة بالطاقة الشمسية جامعة دمشق تتقدم ٢٤٠ مرتبة في التصنيف العالمي إطلاق القاعدة الوطنية الموحدة لسجلات العاملين في الدولة ما هي أبرز قراراته المثيرة للجدل؟ شعبية ترامب تتراجع بعد مئة يوم على توليه منصبه  الأمم المتحدة تدعو لرفع العقوبات والاستثمار في سوريا الأوروبي" يواجه تحديات خارجية وداخلية.. فهل يتجاوزها ويصل إلى الحالة "التكاملية"؟ إعلام غربي يدعو للاستفادة من المتغيرات الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة The NewArab:  محادثات الشيباني وميلز ركزت على فرص تحسين العلاقات بين دمشق وإدارة ترامب مصر والسعودية تؤكدان ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا  حملة "شفاء".. عمليات جراحية نوعية في اللاذقية المصالح العقارية تضاهي "المركزي" بأهميتها..  خبير عقاري لـ"الثورة": الملكيات مُصانة ولا يمكن تهر... غلوبال تايمز: واشنطن بالغت في إبعاد الصين عن التجارة العالمية مظاهرات احتجاجية في تركيا وباكستان واندونيسيا..  عشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال في غزة الأمم المتحدة تدعو "الحوثيين" للإفراج الفوري عن جميع موظفيها المحتجزين تعسفياً  خارطة الخيارات الاستثمارية الحالية رهينة الملاذات الآمنة 70 بالمئة من طاقة المصانع معطّلة... والحل بإحياء الإنتاج المحلي  استفزاز إسرائيلي جديد.. زامير يتجول بمناطق محتلة في سوريا الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس