الثورة – تحقيق جهاد الزعبي
شهدت الثروة الحراجية في درعا خلال سنوات الحرب تراجعاً ملحوظاً من جراء التعديات عليها وقطع آلاف الأشجار من الغابات والمواقع الحراجية، وفي هذه المادة نلقي الضوء على واقع هذه الثروة والتعديات التي طالتها، وسبل إعادة ترميم ما خسرته تلك المواقع من أشجار.
الغابة الطبيعية تختفي
تبين رئيس دائرة الحراج في مديرية زراعة درعا المهندسة وسام الشحادات، أن الغابة الطبيعية في سفوح وادي معرية غرب المحافظة، والبالغة مساحتها 3 آلاف دونم تعرضت للتحطيب والقطع الجائر لكامل الأشجار فيها خلال سنوات الحرب، ولم يلاحظ حتى الآن أي تجدد فيها سوى نوع الكينا فقط، كاشفة عن أن مساحة الحراج في المحافظة بلغت 10324 هكتاراً، ومن أهم المواقع الحراجية في المحافظة “غابة تسيل ” بمساحة 1646 هكتاراً، منها 200 هكتار حديقة وطنية بهدف إعادة التنوع الحيوي للمنطقة، وموقع تل الجابية بمساحة 1257 هكتاراً وتل الحارة بمساحة 1289 هكتاراً وموقع عالقين بمساحة 550 هكتاراً.
ولفتت إلى أن الدائرة ستبدأ قريباً حملات للتشجير، بالتعاون مع المدارس والوحدات الإدارية والإرشادية، بهدف إعادة الغطاء النباتي إلى وضعه سابقاً، مضيفة: ويتم بالتعاون مع المجتمع المحلي نشر التوعية حول أهمية الأشجار، وضرورة الحفاظ عليها وحمايتها من الحرائق والقطع الجائر وتوعية الناس بكيفية التعامل مع الحرائق عبر التواصل مع فوج الإطفاء والدفاع المدني وإطفاء الزراعة.
25 ضبط تعدٍّ
الضابطة الحراجية -حسب الشحادات- نظّمت منذ بداية العام الحالي 25 ضبط تعدٍّ على الحراج حتى تاريخه، حيث يتبع للدائرة مخفران حراجيان في درعا ونوى، وتعمل الدائرة بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي عند الضرورة للحدّ من التعديات الحاصلة على الغابات والمواقع الحراجية، علماً أن عدد الخفراء يبلغ 7 فقط، وهذا غير كافٍ.
مكافحة الحرائق
وأوضحت الشحادات أن الدائرة، بالتنسيق مع الدفاع المدني، تعمل على مكافحة الحرائق من خلال وضع خطة عمل صيفية للمكافحة وإزالة الأعشاب وأغصان الأشجار اليابسة، وإزالة المخلفات وفتح وتسوية الطرق الخاصة بإطفاء الحرائق.
تأهيل مشاتل
وفي مجال المشاتل المتضررة خلال سنوات الحرب، نوهت الشحادات بأن بعض المشاتل خرجت عن الخدمة، وحالياً مشتل إزرع يعمل بشكل جيد، وهناك دراسة لإعادة تأهيل مشتل سد إبطع لإنتاج الغراس الحراجية، بالتوازي مع منح 34 رخصة رعي ضمن المواقع الحراجية لمربّي الأغنام حسب الحمولة الرعوية لكل موقع.
إجراءات توعوية
الشحادات لفتت إلى أن هناك تنسيقاً بين الزراعة والجهات المعنية من مدارس وجامعات ومجتمع أهلي ومديرية الأوقاف عبر المساجد، لتوعية المواطنين بخطورة قطع الأشجار الحراجية، والمساهمة في الحفاظ على الثروة الحراجية وعدم إشعال النار والتعدي عليها والمساهمة في مكافحة الحرائق.
خطة العام الحالي
تبين الشحادات أن مساحة مشتل إزرع الحراجي تبلغ 40 دونم سليخ، وطاقته الإنتاجية نصف مليون غرسة، حيث تصل الخطة الإنتاجية المقترحة للموسم 2025- 2026 لإنتاج 75 ألف غرسة بكيس صغير لأنواع الكينا ومختلفة، وتدوير 400 غرسة بكيس كبير من السرو والصنوبر، بينما تم في خطة الموسم 2025 -2024 إنتاج 100 ألف غرسة من الكينا والسرو ومختلفة، وتوزيع 85 ألف غرسة مجاناً كمبادرة بموجب البطاقة العائلية بمعدل 5 غرسات لكل بطاقة، بالتوازي مع تحريج 400 دونم في مواقع مختلفة من المحافظة.
صعوبات العمل
مديرة الحراج لخصت صعوبات العمل بقلة أعداد العاملين الفنيين المختصين، وقلة عدد العمال في المشاتل والمواقع الحراجية، وتهالك الآليات الخدمية والهندسية التي تخدم العمل وقلة عددها، إضافة إلى قلة عدد عناصر الضابطة الحراجية والحراس.