ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
قال لي أحد المسؤولين المعنيين بتسويق الحمضيات: إذا قدموا لك خمسمئة كيلو من اللحم.. كم تستطيع أن تأكل منه…؟ مستطرداً 1كغ-2كغ… والباقي ماذا تفعل به..؟ ولأني أدركت قصده مارست معه سياسة «الغباء»- وأجبته: أوزعه على الفقراء والمساكين..!!
مسؤول آخر يشغل حالياً منصباً مهماً قال لي: تصور في مرحلة ما طلبت من وزارة الزراعة صنوبراً ثمرياً وبعد خمس عشرة سنة من العناية كانت المفاجأة… لم يكن ثمرياً إنما كان حراجياً… فمازحته بسيطة يمكن تطعيمها..؟!!
بالأمس القريب خرج علينا مسؤول في وزارة الزراعة يتباهى أنه انتج خلال هذا العام خطته الزراعية من إنتاج الغراس وأنتج ملايين من غراس الحمضيات…!!
(طيب).. نحن اليوم نعاني كثيراً من كثرة إنتاج الحمضيات، والحكومة الحالية في حيرة من أمرها بشأن تسويقها… إذاً لمن إنتاج هذه الغراس؟ وما القيمة المضافة التي تحققها…؟!!
ألم يكن الأجدى بوزارة الزراعة أن تبحث عن أصناف جديدة واستنباط حلول منطقية تتماشى مع الواقع..؟!
أعتقد أنه وجراء هذه السياسات ليس فقط على مستوى الزراعة بل يمكن أن تنسحب على مجمل الفعاليات الاقتصادية الأخرى، ندرك لماذا نقع في «مطبات» جراء سياسات أكل الزمان عليها وشرب… وبات ضرورياً أن «ندوّر الزوايا» ونوسّع «فرجار الرؤية»…
أما وإن عجزوا عن فعل ذلك فالأجدى البحث عن آخرين لديهم القدرة والمعرفة في أمور الحل والربط… وإلاّ المراوحة في المكان ستكون نصيبنا… والدوران في الحلقات المفرغة سيبقى سبب عجزنا…؟!!