الشاخصات المرورية ولوحات الدلالة – طرطوس أنموذجاً.. إفـراط داخل المدن وشـبه غيـاب خارجها وانعدام كلي في الأرياف والقرى
ثورة اون لاين:
أعتقد جازماً أن أي مواطن من أبناء محافظة طرطوس يقصد ريف المحافظة بهدف زيارة صديق في قرية ما أو بهدف القيام بواجب اجتماعي,أو بهدف الترويح عن النفس برفقة عائلته ومحبيه سيعاني الكثير حتى يصل إلى مقصده والسبب بكل بساطة يعود لاضطراره للتوقف والسؤال مرات ومرات لقلة لوحات الدلالة التي يفترض أن تكون موجودة على طرقنا العامة بشكل عام
وعلى مفارق الطرق (الكثيرة)وفي بداية كل قرية أو منشأة بشكل خاص.
هذا بالنسبة لابن المحافظة الذي يعرف جغرافيتها بعض الشيء فكيف هو الحال بالنسبة للمواطن الذي يقصدها لسبب أو لآخر وهو من خارج المحافظة ؟
الجواب واضح وهو أن هذا(الزائر) سيعاني الكثير حتى يتمكن من الوصول الى مقصده حيث سيهدر الوقت والمحروقات بالسؤال والبحث والضياع وقد يصل مرهقاً نتيجة ما تقدم هو ومن معه ولسان حال كل منهم يقول لماذا ومن المسؤول عن هذا الخلل والتقصير؟
المشكلة ليست جديدة فهي موجودة قبل الأزمة وإن بنسب متفاوتة بين منطقة وأخرى وسبق وكتبنا عنها لكنها تعمقت وزادت خلال السنوات الست الماضية بعد أن توقفت تقريباً مديرية الخدمات الفنية والوحدات الإدارية عن إضافة أي شاخصة مرورية أو لوحة دلالة في ريف المحافظة لأسباب مالية وبعد أن قام الكثير من العابثين بتغطية نسبة كبيرة من اللوحات الموجودة بأوراق النعوات أو الشكر على تعزية أو الإعلانات أو صور المرشحين لانتخابات الإدارة المحلية ومجلس الشعب.
وفي ضوء عودة عجلة العمل الإنتاجي والخدمي إلى أغلب محافظاتنا وفي مقدمتها محافظة طرطوس نرى ضرورة تشخيص واقع الشاخصات ولوحات الدلالة على امتداد جغرافية المحافظة والبدء بتدارك النقص الحاصل دون تأخير…والتحقيق التالي الذي أجراه الزملاء في مكتب الثورة بطرطوس قد يساعد في ذلك.
إفراط في وضع الشاخصات المرورية داخل المدينة..
تشكل الشاخصات المرورية العصب الرئيسي للمشاة والسيارات للوصول إلى المكان المراد الذهاب إليه بعيداً عن فوضى السؤال الذي قد لا يوصلنا إلى مرادنا ولا يختلف هذا الأمر في المدينة عنه في الأرياف والقرى.
وفي مدينة طرطوس مثلاً يمكننا ملاحظة الإفراط في وضع الشاخصات المرورية خاصة في شارع الثورة الذي تم ترميمه بقميص اسفلتي جديد مؤخراً… وكان اللافت كثرة الشاخصات التي تم وضعها بطريقة يمكن وصفها بالاعتباطية الأمر الذي يدفعنا إلى التساؤل حول وجود دراسة معدة سلفاً لأماكن وجود هذه الشاخصات ان تم وضعها هكذا بغض النظر عن ضرورة وجودها من عدمه !!
وهنا لا بد من التساؤل عن وجود دراسة قد لا تقل أهمية عن الدراسة المرورية وهي دراسة تموضع كل شاخصة والغاية التي وضعت من أجلها خاصة في مدينة سياحية يأتي إليها عشرات الآلاف من الزوار للسياحة والاصطياف وعين ( الغريب) عمياء كما يقال في المأثورات الشعبية !!
ولأنها فعلاً كذلك يفترض بالجهات المعنية وضع الدلالات والشاخصات التي يستدل بها الغريب والقريب للوصول إلى غايته بأقصى الطرق.
فلا يعقل أن نكون في عصر الاتصالات الفضائية والخرائط الالكترونية فيما نحن لا نزال في حيرة من أمرنا للذهاب إلى منطقة او حي ما أو شارع ما… للوصول إلى محام أو طبيب أو دائرة رسمية أو فندق أو مقهى أو مطعم وربما لزيارة صديق أو القيام بواجب ما!
طرطوس كغيرها من المحافظات لديها من المقومات ما يجعلها تضع شاخصات دلالية على مختلف التقاطعات لا تعرف فقط بالشوارع والأماكن العامة بل حتى بالأحياء والازقة والصيدليات المناوبة والمشافي والمراكز الصحية وما إلى ذلك مما يحتاجه المواطن في رحلته اليومية للوصول إلى غايته.
محمد حسين
شاخصات محدودة في صافيتا
وخلال جولة على بعض المعالم الأثرية والاستراحات السياحية في منطقة صافيتا لاحظنا افتقار هذه المواقع للشاخصات التي تعرّف بها والمسافة المقدرة للوصول إليها.. وعلى سبيل المثال برج صافيتا الأثري من يود زيارته لن يستدل عليه بسهولة ويسر لعدم وجود لوحات دلالة على موقعه وجهته ومسافة الوصول إليه.
وأشار أصحاب بعض الاستراحات الذين التقيناهم على بحيرة سد الباسل الى أن أكثرية زوار المنطقة يأتون لتلك المتنزهات عن طريق أصدقاء لهم من أهالي القرى المجاورة وطالبوا بضرورة وجود شاخصات إرشادية في المناطق الرئيسية والطرق الفرعية المؤدية لتلك المواقع الأثرية والمتنزهات الشعبية.
أمجد كردي من أهالي منطقة صافيتا تحدث عن معاناته عندما أراد القيام بواجب عزاء في إحدى قرى المنطقة، ولجوئه معظم الوقت للاتصال بصديقه لمعرفة الطريق المؤدي لقريته، واضطرار صديقه للوقوف تحت أشعة الشمس على مدخل القرية.. ويتابع أمجد حديثه… لقد تحول صديقي للوحة ارشادية ما إن رأيته حتى تنفست الصعداء.
معظم الذين التقيناهم أكدوا على ضرورة وجود الشاخصات الارشادية في مناطق المحافظة وريفها، لتكون دليلا للمنطقة أو القرية أو الموقع السياحي، مشيرين الى قلة أعداد تلك الشاخصات وتعرض معظمها للصدأ وضياع المعلومات التي تحملها، وقيام البعض بتحويلها الى لوحة اعلانات.
فيما لفت أحد السائقين الى أهمية الشاخصات في التحذير من المنعطفات والمطبات الخطيرة وتجنيب سالكي الطرق حوادث مؤسفة.. وقال: حوادث عديدة تقع يوميا على أوتستراد طرطوس _ صافيتا سببها الرئيسي عدم وجود لوحات تشير الى المطبات والمنعطفات وفي أي الأماكن يجب السير بحذر !
نتمنى من الجهات المعنية العمل على زيادة أعداد اللوحات الارشادية لأهميتها السياحية من جهة، وتحقيق السلامة المرورية من جهة أخرى، وألا يقتصر الأمر على مركز المدينة، فمناطقنا وقرانا جديرة بالاهتمام والتعريف بها وهذا شكل من أشكال دعم وتطوير السياحة في المحافظة فهل ستلقى الاهتمام في قريب الأيام!..
فادية مجد
في منطقة القدموس المشكلة أكبر
رغم ما تمتلكه مدينة القدموس وريفها من غنى بجمال المناخ والطبيعة..تفتقر إلى أدنى الخدمات المتمثلة بالشاخصات المرورية التي تدل الزائر أو السائح أو الضيف إلى المكان وكم المسافة المتبقية للوصول إلى المكان المقصود.
وظهر تقصير الجهات المعنية بهذا الأمر جلياً خلال سنوات الحرب حيث كثر تشييع الشهداء ومراسم التأبين لمئات الشهداء في المدينة وريفها، وأمست خارطة الطرق الجغرافية غير معروفة ولا واضحة لأغلب قرى المنطقة لانعدام وجود شاخصة مرورية تدلك أين أنت وبأي اتجاه تسير وخاصة مفارق القرى البعيدة حيث تسير عشرات الكيلو مترات ضمن الغابات والاحراج، هذا الامر يصعب لأبناء المنطقة نفسها فما بالك بالزائر او الذي يقوم بواجب اجتماعي وهو من خارج المدينة.
وما دفعني لكتابة هذه المادة ما جرى معي وزملائي منذ فترة يوم كنا نقوم بواجب عزاء، حيث مررنا بقرى كثيرة دون معرفة اسمائها، وأضعنا الطريق المقصود لكثرة المفارق الحراجية وانعدام شاخصة مرورية تدل أين أنت؟.
حصل هذا معي وزملائي وانا من سكان المنطقة فما بالك بقاصد القدموس الغريب لواجب اجتماعي ما تعزية أو زيارة جريح او أهل شهيد او غير ذلك… الخ.
كل ما نأمله من الجهات المعنية معالجة الأمر لتأمين حل هذه المعضلة، لما توفره من وقت وراحة بال لقاصد تلك المنطقة.
سمر رقية
الشيخ بدر مخدمة.. ولكن!
من خلال جولاتنا في ريف المحافظة تبين أن بعض المناطق والقرى والمفارق لا يوجد فيها أي شاخصة. لكن في منطقة الشيخ بدر وناحية برمانة المشايخ قد يكون الوضع أفضل فخلال زيارتنا للمنطقة اوضح المهندس علي عيسى مدير مكتب الخدمات الفنية في الشيخ بدر والمهندس نزار الجابري رئيس ورشة الشاخصات أن منطقة الشيخ بدر ( مركز المدينة ) يتفرع عنها ثمانية محاور طرقية وهي محور الشيخ بدر الصوراني – القدموس – وهذا المحورمخدم بـ/16/ شاخصة دلالة متنوعة / رباعية – خماسية – سداسية / ومحور – الشيخ بدر- سريجس – الدريكيش مخدم بـ /6/ شاخصات..ومحور الشيخ بدر – الديرون- وادي العيون مخدم بـ/5/ شاخصات..ومحور الشيخ بدر أبو منقار – واحياء المدينة مخدمه بـ/4/ شاخصات.
أما محور الشيخ بدر – برمانة المشايخ – تلة – مصياف – فمخدم بـ/22/ شاخصة..ومحور الشيخ بدر الوردية- القمصية – بلوزة مخدم بـ /11/ شاخصة مضافاً إليها/15/ شاخصة على محاور فرعية ضمن هذا القطاع.
ومحور الشيخ بدر الوردية – الدليبة عين الكبيرة – بحنين مخدم بـ/10/ شاخصات.
ومحور الشيخ بدر – برمانة رعد – كوكب الهوى – بعزرائيل – بحنين مخدم بـ/4/ شاخصات.
وكل هذه الشاخصات نفذتها الخدمات الفنية وهناك أيضاً عشرات الشاخصات المميزة التي تتبع لمؤسسة المواصلات الطرقية (الطرق المركزية) والتي تهتم بشاخصات الدلالة من الأوتوستراد الدولي إلى الحدود الادارية مع محافظة حماه.
وأشار جابري أن ورشة مكتب الخدمات الفنية في الشيخ بدر تقوم بترقيم هذه الشاخصات واعادة تخطيطها ودهانها وكتابة المسافة عليها بشكل سنوي وازالة العوائق والاغصان من امام هذه الشاخصات حفاظاً على حسن الرؤية والسلامة المرورية.
لكن رغم ماتقدم مازالت طرق المنطقة بحاجة للمزيد من شاخصات الدلالة لاسيما في بدايات القرى وعلى مفارقها،ومازالت الكثير من الشاخصات بحاجة لصيانة وإعادة الكتابة عليها بسبب قيام المواطنين-للأسف- بلصق الصور والنعوات والاعلانات والدعايات الانتخابية عليها ونعتقد أن مكتب خدمات الشيخ بدر مستعد لذلك دائماً ومستعد لتلقي أي شكوى بخصوص شاخصة هنا وأخرى هناك للقيام بمعالجة أسباب الشكوى وفق ماأكده لنا القائمون عليه في نهاية الجولة.
عماد هولا
الخدمات الفنية تبرر.. وتشكو!
راجعنا مديرية الخدمات الفنية المسؤولة بالدرجة الأولى عن موضوع الشاخصات ولوحات الدلالة على معظم طرق المحافظة والتقينا مديرها المهندس علي هلال رستم وسألناه عن أسباب هذا الواقع غير المقبول وخطة المديرية في هذا المجال فقال: إن المديرية قامت بأعمال تصنيع وتركيب شاخصات مرورية بنوعيها (معدنية وبيتونية) منذ سنوات ووفق خطة سنوية كما تم تنفيذ مشروع تركيب شاخصات سياحية للدلالة على المواقع الأثرية والسياحية والشاخصات المنفذة بكافة أنواعها موزعة على كافة المفارق لقرى وبلدات المحافظة وكانت أعمال التركيب تترافق مع مشروع سنوي لصيانة الشاخصات المركبة قديما.
وتابع: لكن في ظل الأزمة وارتفاع أسعار الحديد بشكل كبير تعذر المباشرة بتصنيع شاخصات جديدة جراء نقص الاعتمادات وارتفاع تكاليفها..لذلك اقتصرت خطة ورشة الشاخصات العائدة لمديريتنا على صيانة هذه الشاخصات وفق الإمكانات المتوفرة لدينا من ناحية الإمكانيات المادية وتوفر الكادر اللازم. ووفقا للإمكانيات المتاحة لدينا في الظروف الحالية يتم سنوياً إجراء الصيانة للشاخصات الطرقية في إحدى مناطق المحافظة بمعدل 200-300 شاخصة سنوياً من خلال مشروع أمانة سنوي منوهين بأننا قمنا في العام الماضي بتجميع هوالك الحديد من قبل ورش المديرية وتصنيع حوالي 70 شاخصة تقدر قيمتها بـ 4.2 مليون ليرة دون ان يترتب على المديرية دفع أي مبلغ من هذا الرقم ويتم توزيعها حالياً للمكاتب لتركيبها في أماكن الحاجة.
وأوضح رستم أن المشكلة الأساسية التي تواجه المديرية بخصوص صيانة الشاخصات هي قيام الأهالي بوضع الملصقات الإعلانية والنعوات على هذه الشاخصات الأمر الذي يحول دون تحقيق الغاية المرجوة من الشاخصات لجهة صعوبة قراءتها كما ان إزالة هذه الملصقات ليس بالأمر السهل نظرا لاستخدام مادة الغراء في تثبيتها ولذلك فقد تم مخاطبة السيد المحافظ بالكتاب رقم 991/ص /ف تاريخ 1/2/2017 لتوجيه لمن يلزم وخاصة البلديات لنشر التوعية بين المواطنين لجهة عدم وضع الملصقات على هذه الشاخصات وعدم العبث بها وذلك تحقيقا للغاية المرجوة منها.
طرطوس – مكتب الثورة