عندما تسقط الأكاذيب الكبرى..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:
تحتفظ حرستا بذكريات يصعب محوها.. وتستحوذ على أحاديث السوريين ماضياً وحاضراً، وستبقى كذلك مستقبلاً، رغم أنها ليست المدينة الأكبر في الغوطة الشرقية، ولم تكن المعضلة الوحيدة التي واجهت السوريين في حربهم على الإرهاب،
لكنها ستبقى متخمة بصور مريرة وحكايات مؤلمة لما عانوه منها، وفي بعضها قصص تفيض عن الحاجة وتستفيض في الشرح، وتسهب في الاضاءة على معاناة السوريين على مدى سنوات خلت كانت فيه حاضرة كأحد العناوين الكبرى، بحكم ما تعنيه لدى القسم الأكبر منهم سواء كانوا في دمشق أم عبروا من خلالها إلى دمشق.‏

وفي سبيلها وما معها من بلدات ومدن حشدت منظومة العدوان واستنفرت أدواتها ومرتزقتها، ومن أجلها اخترعوا الأكاذيب وفبركوا القصص والحكايات التي لم تنتهِ بعد، ولا يزال داعمو الإرهاب يضخون المزيد منها، وعلى أطرافها وهوامشها نبتت التهويلات والتحذيرات والتلويحات بالحرب غير مرة، وبقيت على مدار أعوام خلت نقطة ارتكاز تقاس على أساسها التطورات، وتتم معايرة الميدان، وتحولت إلى كفة ترجح حيناً وتهتز أحياناً في رجحان قارب في نوسانه مصير معركة خاضتها سورية باقتدار وعزيمة وإرادة زرعت اليقين لدى السوريين في أنها تحدد مقاربات السياسة ما قبلها، وتحاكي اتجاهات الميدان فيما بعدها.‏

المعركة لها فصول إضافية لم تنتهِ، إلا أنها في المواجهة المفتوحة على مصراعيها كانت تصلح عينة للمقارنة، وتسجل حرستا اليوم أنها كانت فاتحة البدايات للحسم، وخاتمة النهايات لما عاناه السوريون من قذائف حقد طالتهم في بيوتهم وعملهم، وفي متنزهاتهم وشوارعهم، حولت أزقتهم وحاراتهم إلى شواهد إضافية على فظاعة ما عانوه، وما مر عليهم من إرهاب بغيض كان يتكئ في زاويته على حرستا وما جاورها، وهي فصل من فصول الإرهاب ومن دعمه ومن موله ورعاه.‏

في موازين الحسابات.. كانت حرستا رقماً إضافياً، لكنه نوعي في محاكاته للواقع وما يجري.. للميدان وما يؤول إليه.. وفي السياسة وما قد ينتج عنها، حيث رسمت الغوطة عبر حرستا ومع حرستا وباقي المدن والبلدات والقرى على امتداد الجغرافيا السورية مرتسمات النظام العالمي الجديد بإحداثيات كانت نتاج الصمود السوري.. ومحصلة الإنجاز السوري، لتضع نقاط المقاومة على حروف التوازنات الدولية ومعاييرها ومفاهيمها.. ميدانياً وسياسياً.‏

معارك الغوطة الشرقية تكاد تضع أوزارها، أو هي في الطريق إلى ذلك، حيث ينتهي فصل من أكثر الفصول الصعبة التي مرت، لكن الأكاذيب لم تنتهِ، ويبدو أنها ليست بوارد أن ترى تلك النهاية قريباً، حيث يستكمل رعاة الإرهاب افتراءاتهم على الواقع والحقيقة، تارة من خلال كذبة الكيماوي.. وتارة ثانية في تباكيهم على المدنيين، وفي ثالثة على حقوق الإنسان، وفي رابعة وخامسة وربما سادسة وفق الحاجة وحسب مستلزمات إطالة الحرب الإرهابية على سورية، وبما يتوافق مع ذرائع استمرارها.‏

اللافت أن انهيار أكبر الأكاذيب المزروعة في أدق التفاصيل، لم يغيّر من واقع التعاطي، ولم يبدّل من المقاربة التي تتبناها منظومة دعم الإرهاب، بشقيها الاستعماري البائد أو من خلال الأدوات الوظيفية إقليمياً ودولياً، حيث إن ذلك الانهيار لم يدفع أحداً إلى التساؤل بجدية عن كمّ الأكاذيب التي بُثت خلال الشهرين الماضيين على الأقل، ومصير الذين كذبوا وأولئك الذين يستمرون في أكاذيبهم، حيث الأميركي يعيد تجديد حكومة حربه على مقاس رؤيته، فلم يكتف بالتراكمات الناتجة عن خيباته وكذباته.‏

والسؤال المنطقي.. هل لنا أو لأحد في العالم أن يسأل ساسة الغرب الذين تباكوا ويتباكون على الوضع الإنساني، وصولاً إلى المنظمة الدولية بقدها وقديدها، التي جيّرت منابرها وأذرعها بالطول والعرض: ماذا بعد انفضاح تلك الأكاذيب وانهيارها دفعة واحدة أمام الوقائع التي كانت تشهدها بلدات وقرى ومدن الغوطة الشرقية؟!!‏

لا ننتظر جواباً، وثمة من يكذب لكي يبقى.. وفيهم من يكذب كي يثبت حضوره، وهناك أيضاً من يكذب لكي يكذب، فالكذب صناعة منظومة دعم الإرهاب كانت وستبقى حتى بعد اجتثاثه، ولنا في التاريخ وحكاياته والتفاصيل التي أغفلها أو استحال عليه الإحاطة بها عمداً أو من دون قصد شواهد كثيرة.. لكن الحقيقة تبقى أقوى من أكاذيبهم.. وحرستا وشقيقاتها من بلدات ومدن الغوطة تعود إلى حضن الوطن لتسدل الستار على فصل سيبقى في ذاكرة السوريين طويلاً، لكنه بالقدر ذاته يعطيهم القدرة والطاقة والإرادة للاستمرار في معركة طويلة تقرع طبول الحرب فيها غرباً وشرقاً.‏

a.ka667@yahoo.com ‏

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة