أردوغان يدس سموم التحايل في الاتفاق مسوقاً لأكذوبة نجاح المرحلة الأولى

يسعى رئيس النظام التركي رجب اردوغان للالتفاف على واقع فشله في تطبيق اتفاق ادلب المبرم مع الجانب الروسي ويسوق لاكذوبة الانتهاء من المرحلة الاولى من الاتفاق، في وقت تتخبط فيه اسرائيل يوماً بعد آخر عقب استلام الدولة السورية منظومة « اس 300 «، لتتضح اكثر مساعي واشنطن الخبيثة لتطبيق مشروعها الاستعماري شمال شرق سورية، لتبقى كلمة الفصل في الميدان للجيش العربي السوري الذي يحقق يومياً انتصارات باهرة.
حيث لا يخفى على أحد دعم نظام اردوغان المستمر للجماعات الارهابية المسلحة في سورية وتدخلها المباشر في سورية عبر قواتها العدوانية تحت ذريعة حماية «أمنها القومي»، وبقاء قواتها الغازية على الاراضي السورية من دون موافقة الدولة السورية، ما يعتبر احتلالاً موصوفا على الجغرافيا السورية.
اليوم تغيرت الظروف وتبدلت لمصلحة الجيش العربي السوري والدولة السورية التي استعادت أغلب الأراضي وحررتها من البؤر الارهابية ومن هنا بدأت المعادلة في سورية تأخذ أبعاداً مختلفة جعلت تركيا تفكر بشكل جدي في كيفية التعاطي مع الواقع الجديد، خاصة وأن الجيش العربي السوري كان يعدّ العدة لدخول إدلب لولا اتفاق سوتشي المرحلي المؤطر زمنيا والذي وافقت عليه سورية لحقن الدماء لكن الدولة السورية مصرة على استعادة إدلب تحت أي ظرف وهذا الكلام لا يروق لأردوغان لكونه يحتفظ بأكبر عدد من الارهابيين الذين ينضوون تحت عباءته، وسقوط هؤلاء يعني سقوط مشروعه نهائياً في سورية.
فبالرغم من محاولات اردوغان البائسة للالتفاف على الاتفاق الذي ابرم بينه وبين الجانب الروسي بشأن ادلب واظهار نفسه بأنه يسعى لنجاح الاتفاق الا ان الوقائع على الارض تثبت انه لم يقم للحظة بأي خطوة في هذا الصدد وما يتم التصريح به من قبل الجانب التركي عن سحب الأسلحة الثقيلة من المناطق المتفق عليها خلال أقل من أسبوع هو عبارة عن اكاذيب يروج لها اردوغان الذي يعرف جيداً بأن الفصائل الارهابية المسلحة التي يدعمها لا تشكل أي قوة سياسية له في سورية، حتى أنها مختلفة فيما بينها ولا يمكن توحيدها بأي شكل، فضلاً عن كونها بقايا فصائل ارهابية أكثر من كونها فصائل.
حقائق مماطلة اردوغان بتنفيذ الاتفاق مع قرب نفاد الوقت المعطى له جاءت وسط غياب آلية معلنة لمراقبة تنفيذ اتفاق إدلب، ومزاعم اطلقتها أنقرة منفردة اعلنت فيها انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق إدلب، التي تتضمن سحب السلاح الثقيل.
حيث تركز جهد وسائل اعلام النظام التركي والمرتزقة المنضوون تحت مظلّة اردوغان، خلال اليومين الماضيين، على تعظيم ما أنجز في ملف سحب الأسلحة الثقيلة من المناطق المتفق عليها في محيط إدلب.
وبعد نحو 24 ساعة على خروج تصريحات إعلامية مكثّفة عن إرهابيي «الجبهة الوطنية للتحرير»، زعمت من خلالها أنها بدأت بالتنسيق مع قوات النظام التركي في سحب سلاحها الثقيل إلى المقرات بعيداً عن خطوط التماس.
ووفق معلومات نقلتها أوساط تابعة لما تسمى معارضة اسطنبول، فإن الفصائل الارهابية التي انخرطت في عملية سحب السلاح الثقيل ستبقى في مواقعها داخل المنطقة المتفق عليها إلى جانب قوات النظام التركي، على أن تحتفظ بأسلحتها الخفيفة وبمنصات إطلاق الصواريخ المضادة للدروع مع ذخائرها، إلى جانب قطع المدفعية التي يقل عيار قذائفها عن 57 مليمتراً. وعلى عكس ما تشهده بعض مناطق ريف حلب الجنوبي وامتدادها نحو ريف إدلب الشرقي، إلى جانب نقاط محددة في ريف حماة، من إخراج لعملية سحب السلاح الثقيل، فإن ما يزيد على نصف المناطق المحاذية لخطوط التماس على الأقل لا يزال يشهد انتشاراً لأسلحة ثقيلة ولفصائل إرهابية.
ولم تتضح حتى الآن ماهية التوجه التركي للتعامل مع الفصائل الارهابية التي رفضت الخروج من المنطقة، في حال انقضاء المهلة حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.
بين التلكؤ التركي والغايات الخبيثة التي يخفيها اردوغان من وراء هذا الاتفاق تتضح حقيقة رؤية الجانب الروسي الذي يراقب ممارسات تركيا بهذا الصدد ودورها في فسح المجال امام مرتزقة ادلب للتوجه الى دول اخرى، في هذا السياق حذرت روسيا من محاولات لنقل الإرهابيين من إدلب إلى العراق، والتي تحاول روسيا منعها.
واشارت روسيا إلى أن ما اطلق عليه بـ «الموانئ الهادئة» للإرهابيين موجودة حالياً في أراضي كل من إندونيسيا وسيناء وأفغانستان، والتي توجد بالدرجة الأولى في الأماكن التي تجري فيها الأعمال الحربية وخاصة في سيناء، كما يتم نقل الإرهابيين إلى أفغانستان وإندونيسيا.
وشددت روسيا على أن أحد أصعب المهام الموجودة اليوم هي منع عودة الإرهابيين الأجانب من الشرق الأوسط وقبل كل شيء من سورية والعراق، فهم ينتشرون في أوروبا، ويتسللون إلى روسيا عبر بيلاروس وأوكرانيا.
وعن دور واشنطن بدعم الارهاب في سورية أكد عضو مجلس الشيوخ التشيكي ياروسلاف دوبرافا أن الولايات المتحدة هي من أوجد تنظيم «داعش» الإرهابي لتحقيق مخططاتها في سورية لكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعا.
مشيرا إلى أنه من أجل تحقيق واشنطن ذلك أسهمت بشكل رئيس في صنع تنظيم داعش الإرهابي وتسليحه وسعت إلى تكرار السيناريو العراقي والليبي في سورية غير أنها أخفقت في ذلك.
وانتقد دوبرافا الدور السلبي للاتحاد الأوروبي في سورية مبينا أن الاتحاد وبدلا من دعم الحكومة السورية الشرعية فإنه يقوم بدور التابع للولايات المتحدة.
في هذا السياق رأى محللون أن المشروع الأميركي ليس في إدلب أو في التنف فهما منطقتا مراوغة وإشغال رغم أهميتهما لقواعد اللعبة موضحين أن المشروع الحقيقي لواشنطن هو في شمال شرقي سورية الذي تعول أميركا على إنجاحه أسوة بالإقليم الكردي العراقي المحاذي لهذا المشروع، فما لم تستطع تحقيقه في العسكرة تسعى لتحقيقه في السياسة وهو ما نراه ملموساً من خلال عزفها على وتر ربط خروجها من سورية بضرورة الحل السياسي مع سابق العلم أن سورية لا تقع في نطاق المصالح الاستراتيجية الأميركية!.
ووفقاً للمحللين فان هذا الإنتقال المفاجئ لم يأت من فراغ فمن يعرف حجم الخسائر العسكرية الأميركية في سورية وتكتمها على مقتل جنودها الذي يقدر بالعشرات في ريف الحسكة والرقة و دير الزور وهو رقم كبير في الحسابات الأميركية يدرك حجم الخيبة التي منيت بها، ويدرك أيضاً سبب تغيير موقفها في ضرورة الإسراع بالحل السياسي وترجمته عملياً بقبولها المشاركة في محادثات الأمم المتحدة في جنيف الشهر المقبل بشأن إقرار دستور جديد لسورية متناسية أن الشعب السوري هو وحده من يقرر دستور بلاده.
خيبات واشنطن في الميدان السوري جاءت مع ارتفاع منسوب التوتر لدى العدو الاسرائيلي لاعلى مستوياته، بعد تسلم سورية منظومات الدافاع الجوي «إس 300».
 
الثورة – رصد وتحليل 
 
التاريخ: الأربعاء 10-10-2018
رقم العدد : 16807
 
آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني