أحمد نور الرسلان:
عبر القائم بأعمال السفارة الفرنسية في دمشق، جان باتيست فافر، عبر منصة “إكس”، عن تضامن الحكومة الفرنسية العميق مع منظمة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، بعد مقتل ثلاثة من متطوعيها في انفجار لغم خلال مهمة إنسانية في ريف حماة، مؤكدة التزامها بدعم جهود حماية المدنيين في سوريا.
وقال فافر: “تلقيت بحزن بالغ نبأ وفاة ثلاثة من عناصر الخوذ البيضاء خلال مهمة لإزالة الألغام، أتوجه بأحر التعازي لعائلاتهم ولزملائهم في الدفاع المدني”، مشيراً إلى أن “فرنسا تعتبر الخوذ البيضاء شريكاً أساسياً في العمل الإنساني، وسنواصل الوقوف إلى جانبهم”.
من جهته، عبّر الدفاع المدني السوري عن امتنانه للموقف الفرنسي، مؤكداً أن هذه الخسارة المؤلمة تجسّد حجم المخاطر التي يواجهها المتطوعون يومياً في سبيل إنقاذ أرواح المدنيين. وكتب في رده على تغريدة فافر: “نقدّر دعمكم ومشاعركم الصادقة، ونؤمن بأهمية استمرار هذه الشراكة في مسيرة إنسانية تهدف لتحقيق العدالة وتعافي المجتمعات السورية”.
وأكد الدفاع المدني أن فرنسا شكّلت على الدوام أحد أبرز الداعمين لحقوق الشعب السوري، مشيداً بثبات موقفها في دعم العدالة وحماية المدنيين، والعمل المشترك لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات، وضمان مستقبل أكثر أماناً للسوريين.
وفي بيان سابق، أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، مقتل ثلاثة متطوعين من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وهم: مأمون العمر، وجلال طكو، وشعبان شوشان، من فرق إزالة مخلفات الحرب، والذين ارتقوا اليوم الخميس، 22 أيار 2025، أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني في حماية أرواح المدنيين.
وقالت إن فريق إزالة مخلفات الحرب تلق بلاغاً ورد من مركز الشرطة في المدينة بوجود جسم غريب على سكة القطار التي تمر بمحاذاة قرية كراح في ريف حماة الشرقي، وعند وصولهم ترجّل ثلاثة متطوعين من السيارة وهم يرتدون لباس الحماية الخاص، لكن العبوة انفجرت بنفس اللحظة التي كانوا يحاولون فيها الانسحاب من الموقع، ونظراً لتوقيت وطريقة التفجير، فإن ذلك يثير مخاوف جدية من احتمال استهداف الفريق عمداً من قِبل أفراد يراقبون الموقع.
وأضافت: “بناءً على هذه المعطيات الأولية تعتبر (الخوذ البيضاء) أن هذا الهجوم انتهاكاً صارخاً للمبادئ الإنسانية والقانون الدولي الذي يضمن حماية العاملين الإنسانيين ويجرّم استهدافهم”، وأكدت أن هذا الهجوم استهدف عمال إنسانيين محايدين كرّسوا حياتهم لحماية المدنيين من أخطار الحرب، كما يشكّل هذا الهجوم محاولة واضحة لتقويض العمل الإنساني ومنع الفرق من الاستجابة للبلاغات المتعلقة بمخلفات الحرب.
من جهتها، كانت أدانت “الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان”، بشدة مقتل ثلاثة أفراد من طواقم الدفاع المدني أثناء ممارسة مهامهم، وعملية التفجير التي يرجح بأنَّها استهداف مقصود ومباشر لهذا الفريق، مطالبة بإجراء تحقيق فوري، شفاف، ومحايد، لتحديد الجهة التي زرعت الجسم المتفجر، والوقوف على الإخفاقات الأمنية التي سمحت بوقوع الهجوم، مع نشر نتائجه علناً.
خلال مسيرة عمل طويلة زادت عن 13 عاماً، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لعشرات الآلاف من الهجمات الجوية والأرضية والهجمات الكيميائية التي كانت أحد أبرز الشهود عليها، إلى جانب الاستجابة للكوارث الطبيعية وعلى رأسها زلزال شباط 2023 المدمر، وإخماد الحرائق وحوادث السير، علاوة عن خدمات الرعاية الصحية والإسعافات الأولية، إضافة للاستجابة في عمليات إزالة الألغام والذخائر غير منفجرة من مخلفات الحرب.
وترفع المؤسسة شعار “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً”، لتتولى العديد من المهام في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين بفعل القصف اليومي، واستطاعت حتى نهاية 2024 من إنقاذ أكثر من 128 ألف روح، وهو الإنجاز الأهم في عمل المؤسسة، إضافة لمئات المشاريع والخدمات التي نفذتها ولاتزال، فكانت شريان الحياة لآلاف السوريين، والشاهد الأقرب للموت الذي تحمله القذائف والصواريخ.