رغم أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب العدوانية تعلم علم اليقين أن وجود جنودها ومستشاريها العسكريين وقواعدها العسكرية، ومعها أيضاً كل القوات الأجنبية التي دخلت الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية أو بطلب منها، هو وجود غير شرعي وينتهك مبادئ وميثاق الأمم المتحدة، فإنها مازالت تصر على عدوانيتها، وتزعم أنها جاءت إلى سورية من أجل مكافحة الإرهاب المزعوم.
المفارقة الصارخة في هذا الإطار ليست في العدوانية الأميركية التي اعتاد العالم برمته عليها وليست أيضاً بإنكار أميركا للحقائق والتفافها على القانون الدولي، بل بتجاهل المنظمات الدولية لهذه العدوانية وعدم مطالبتها أميركا بالانسحاب من الأراضي السورية.
وبدلاً من قيام الأمم المتحدة ومؤسساتها كمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والجمعية العمومية وغيرها من الأجهزة بمطالبة واشنطن وبقية دول الاستعمار الغربي كفرنسا وبريطانيا بالانسحاب من سورية، والتأكيد على خروج جنودها الفوري دون قيد أو شرط فإنها تنافق لها وتستمع لمؤامراتها وبياناتها وترفع مشاريع قراراتها لإدانة سورية بكل مناسبة.
المفارقة الأكثر من ساخرة هنا أن تقارير المنظمات الدولية المذكورة التي تقيم الدنيا ولا تقعدها وتجتمع وتصدر البيانات عندما يتعلق الأمر بسورية لا تتطرق بتقاريرها الدورية إلى العدوان الأميركي والإسرائيلي المتكرر على سورية ولا تنبس ببنت شفة وتقول إن الوجود الأجنبي على الأراضي السورية دون موافقة دمشق هو وجود غير شرعي.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 10-10-2018
رقم العدد : 16807
رقم العدد : 16807