افتتاحية الثورة- بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
لا يعير الخارجون على القانون الدولي أي اهتمام للمواثيق الدولية، فهم يمارسون التسلل إلى أراضي الآخرين بشكل سافر، فلا يحترمون سيادة الدول، ولا قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وما جرى في اليومين الماضيين، من تسلل لوفد أميركي وآخر سويدي إلى شمال سورية، مثال صارخ على هذا السلوك العدواني الذي ينتهك السيادة السورية بشكل فاضح، وفي وضح النهار.
فنائب مساعد وزير الخارجية الأميركي “إيان غولدريتش” ومرافقوه، ومسؤول دائرة الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية السويدية، حين تسللوا بطريقة غير مشروعة إلى الأراضي السورية لم يكن في حساباتهم ودفاترهم أدنى احترام لتلك المواثيق، بل كل همّهم تنفيذ مخططات التقسيم، وحياكة المؤامرات ضد السوريين.
ورغم أن تسلل هؤلاء غير مشروع، وغير قانوني، كاحتلالهم لأراضينا وإقامة القواعد العسكرية غير الشرعية فيها، إلا أنهم يحاولون تجميله بعبارات منمقة تحت عباءات الحرية والإنسانية، وهنا تكمن المفارقة الصارخة بتجميل جريمتهم تلك بمساحيق خلبية، فهم هنا “لمساعدة السوريين” على حدّ زعمهم، ولتوزيع المساعدات الإنسانية عليهم، تماماً كما تجمّل عواصمهم سرقتها للنفط، تحت تسميه “حماية منشآته”، وكما تجمّل احتلالها للأرض بمزاعم “تحريرها من الإرهاب” وكما تجمّل قتلها للأبرياء بمقولة “مكافحة الإرهاب”.
إذاً يدّعون أنهم جاؤوا إلى هنا لتخفيف المعاناة عن السوريين في الجزيرة والشمال، وتخفيف تداعيات الأزمة عنهم، متجاهلين أن قواتهم الغازية هي التي قتلتهم، ومرتزقتهم هم من شردوا المدنيين من قراهم ومدنهم ومزارعهم، وهم من سرقوا قمحهم ونفطهم، وهم الذين أصدروا ما أسموها “القوانين” لمحاصرتهم وعقابهم على مواقفهم الوطنية، ومثال “قيصر” سيّئ الصيت ليس ببعيد.
يقولون: إن أهدافهم “نبيلة”، وهم يجتمعون تحت جنح الظلام مع انفصاليين لا صفة شرعية لهم، يوزعون شهادات حسن السلوك في الشرعية والقانون والنزاهة والديمقراطية، وهم يدوسون بسلوكهم هذا على كل المواثيق الدولية.
ولعل المفارقة الأكثر من سافرة هنا أنه رغم فشلهم في الميدان، وفي السياسة، وفي اختبار الإرادات، ورغم كل خيباتهم فإنهم مازالوا يكررون خطواتهم ذاتها، ومنها التسلل والاجتماع مع الإرهابيين والانفصاليين، دون أن يدركوا أن السوريين مصممون على بسط سيادة دولتهم على أراضيها كافة وتحريرها من كل أشكال الاحتلال، وطي صفحات التسلل والعدوان مهما كانت التضحيات.
رئيس تحرير صحيفة الثورة