إنها المراهقة؟

تشكو السيدة حنان من لامبالاة ابنها بشأن الدراسة ، وتقول كل محاولاتي معه للجلوس ولو ساعة واحدة متواصلة للدراسة باءت وتبوء بالفشل،

لا يتجاوب معي في أي موضوع آخر، إنه لا يفعل إلا ما يريده.

وهذه ليست حالتها فقط مع ابنها فالكثير من الآباء والأمهات لهم نفس الشكوى والحيرة في التعامل مع أبنائهم فتيات وفتياناً، يجدونهم وقد تحولوا فجأة إلى شباب لا يسمعون إلا صوت أنفسهم.
إنها المراهقة نعود مرة جديدة للحديث عنها، حيث يعيش الأهل قلق الفشل الدراسي لأبنائهم، وقلق الانحراف عندما، لا يعرفون ما الذي يمر به الابن أو الابنة.
ولا يختلف الأمر في المدرسة، فهناك صدام شبه يومي بين المراهق ومعلمه كما صدامه مع أبويه. ولكن كما نعرف عن سن المراهقة وما يرافقها من تقلبات أن هذا الاحتدام ليس لأن المراهق يريد معاندتهم، وإنما نتيجة أسئلته مع نفسه وسعيه للكشف عن التقلبات الجسدية والنفسية والعقلية التي يتعرض لها كيانه، في نفس الوقت حرص الأهل ومعهم المدرس على إعادته إلى رشده وسابق طفولته وانضباطه حتى يستمر في دراسته وحياته المسالمة المطيعة كما كان طفلا، متغافلين خصائص سن المراهقة.
وبالتالي تزداد صعوبة علاقة الأهل مع أبنائهم المراهقين والمراهقات سوءا كل يوم بفعل خيارات التمرد العديدة التي يوفرها الشارع والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي فتزداد التهم للمراهق وهذا لن يقرب المسافة بين الأهل وأبنائهم لأن أبرز ما يطبع مرحلة المراهقة هو الصراع الداخلي الناتج عن تغيرات نفسية وجسمية وعقلية، تنضج فيها لدى المراهق حاجته إلى تبني قيمه الخاصة واتجاهاته في الحياة، والدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة، فيرى نفسه على صواب، وأهله ومعلميه على خطأ.
وعليه لن يفيد تجاهل الأهل لخصائص هذه المرحلة العمرية، ومهما حاولوا فرض ما يريدونه لن يغير في الأمر شيئاً، إن الخطوة الأولى التي على المربي من أهل أو معلمين القيام بها، أن يحرصوا على معرفة الكيفية التي يفكر بها المراهق، ثم إيجاد طريقة يشجعونه على أن يفتح قلبه ويفصح عن دواخله ويشعر بالثقة بمحيطه، والإنصات لكل ما يقوله باهتمام، ثم على الأهل عدم توبيخه ولومه على وضع الأسرة، وإنما إشراكه في الوضع الحقيقي للأسرة لأن هذا يعني عدم الانتقاص من قدرته على الفهم والتصرف واتخاذ القرار، وهذا كفيل بأن يبعد على نحو تدريجي أي ميل إلى التمرد، أو تبني سلوكيات مزعجة، إن منحه الثقة وتعزيز الشعور بأهمية دوره في البيت ، مع الانصات إليه يحول مرحلة المراهقة من مرحلة صدام إلى مرحلة رشد وتحمل للمسؤولية، وتعاون البيت والمدرسة يسهل المهمة كثيراً، ويخفف من الآثار السلبية للمراهقة.

 

  لينا ديوب
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875

 

آخر الأخبار
The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني سوريا تواجه شبكة معقدة من الضغوط الداخلية والخارجية "اليونيسيف": إغلاق 21 مركزاً صحياً في غزة نتيجة العدوان "ايكونوميست": سياسات ترامب الهوجاء تعصف بالاقتصاد العالمي وقفة احتجاجية في تونس تنديداً بالاعتداءات على غزة وسوريا واليمن رشاقة الحكومة الجديدة والتحالف مع معدلات النمو في حوار مع الدكتور عربش