حديث الغرب المتأمرك عن الحلول السياسية والدبلوماسية للأزمة في سورية، يمحوه نهار المفخخات والعبوات الناسفة، وأيضاً الخروقات الإرهابية في إدلب، دون أن نغفل أو ننسى طبعاً ليل العدوان الإسرائيلي الغاشم، الذي لم ولن يحقق أياً من أجنداته وأطماعه سواء كانت سياسية أم ميدانية.
من أمريكا إلى بريطانيا وفرنسا، مروراً بأعراب الخليج، وصولاً إلى تركيا بحلتها الأردوغانية، نسمع جعجعة حول مساعي الحل، ولكننا لا نرى طحيناً يؤكد صدقية هذه الادعاءات، بل على العكس تماماً نسمع أقوالاً يتم تجسيدها على الأرض بشكل مناقض تماماً لها.
الكيان الصهيوني يستهدف الأراضي السورية، أما النظام التركي فيبذل قصارى جهده للملمة صفوف إرهابييه ممن ينضمون تحت ما يسمى (حركة الزنكي) الإرهابية، فيما مجلس الاتحاد الأوروبي يرفع وتيرة إجراءاته القسرية أحادية الجانب ضد سورية، وكل ذلك يجري في وقت تواصل فيه واشنطن سجالاتها الهوليودية بين مد وجزر حول انسحاب قوات احتلالها من التنف وشرق الفرات، وما بين هذا العدوان، وذاك التصعيد الكلامي، وصولاً إلى جملة الافتراءات والمزاعم التي يتم تسويقها، لم تهتز قصبة أحد ليقول للقاتل الأمريكي والإسرائيلي والتركي إنك القاتل وإنك الإرهابي الحقيقي، وأنه آن الآوان لتقف عند حدك، بل وأن تحاسب على كل جرم إرهابي أو عدوان ارتكبته ضد السوريين.
هي سورية ولأنها تجاوزت أزمتها، وخرجت من عنق الزجاجة التي أراد الأمريكي والإسرائيلي بفعل الخزينة الوهابية والأطماع الأردوغانية حشرها بداخلها إلى ما لا نهاية، هي اليوم ولأجل ذلك، ولأنها انتصرت واستعادت سيطرتها على معظم أراضيها على طول الجغرافية السورية وعرضها، بفعل إنجازات حماة الديار، تتعرض لكل هذا الكم الهائل من العيارات الإرهابية ذات الفتيل الانفجاري تارة، والغارات العدوانية تارة أخرى.
كلُ ينشز على ليل أطماعه، هي حقيقة كشفتها مجريات الأحداث بكل الجزئيات والتفاصيل الدقيقة منها والشمولية، والكل المتآمر يحيك الدسائس وفق مقاس ما يريده منا نحن السوريين، متناسين طبعاً أن في سورية جيشاً مغواراً قادراً على الدوام على أن يرد كيد المعتدين إلى نحورهم، وأن يزلزل جحور الإرهابيين المأجورين، ويدكها فوق رؤوسهم، ولمن يشكك، فليمعن النظر في سمائنا، ولينصت جيداً إلى هدير دفاعاتنا الجوية وهي تتصدى للعدوان، وتسقط الصواريخ المعادية، وتفجرها، وتحول بينها وبين تحقيق مراميها العدوانية.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892