قررت السيدة نهى، أن تترك جزءاً من راتبها في الصراف، لتلجأ إليه قبل نهاية الشهر، بعد نفاد كل ما اشترته من احتياجات، وقبل أن يوضع راتب الشهر الجديد.
أحست بالسعادة وهي تمسك الألفي ليرة وتتجه إلى محل الخضرة القريب، وتشتري ما تحتاجه وجبة الغداء من خضار السلطة مع المجدرة.
لم تتأثر سعادتها وتقل، بعد أن دفعت الألف وخمسمائة ليرة ثمنا لاحتياجات السلطة، بل على العكس، فرحت بالخمسمائة التي بقيت في جيبها، وبما سيزيد من خضار السلطة المساء أو ليوم غد.
لم تستطع كغيرها من أمهات كثيرات وربات بيوت، من تحضير مؤونة لفصل الشتاء، بسبب غلاء الأسعار، وخوفا من انقطاع الكهرباء، فواجهت تلاشي راتبيها وزوجها وعمله الإضافي في الأيام الأخيرة بحيل بعضها تدبرت به احتياجات البيت وبعضها الآخر فشل.
لو أن الحكومة تتدبر الأمور مثل ربات البيوت، فتفرض هوامش ربح أقل للتجار، وتمنع احتكار ما تحتاجه الأسرة بشكل يومي، والأهم لو أنها تزيد الرواتب، وتضبط الأسعار في نفس الوقت فتتدبر الأسر أمور مصاريفها.
إن الحصار الاقتصادي الخارجي وبعض الضغط الذي تواجهنا به الحكومة في احتياجاتنا اليومية، ستخف آثاره علينا، عندما نرى خطط وسياسات وإجراءات تخفف ولا تمنع من آثاره علينا، إن الحصار لا نرى آثاره على الجميع، فهناك أسر تنفق في جميع أيام الشهر ما يحلو لها، في بدايته وآخره ودون حسابات وتكتيكات السيدة نهى، وقد يكون أرباب تلك الأسر موظفين، فكيف ينفقون وكأنهم تجار؟.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896