لا يخفى على أحد ما تبذله الجهات المعنية من جهود وإمكانات مادية وبشرية وفنية من أجل الوصول بصحة المواطن إلى أفضل مستوى، ولا يمكن الوصول إلى صحة متكاملة دون التركيز على البيئة بكل عناصرها وإشراك الجهات ذات العلاقة بها والمسؤولة عن العناية بها، من خلال عمل جماعي مشترك وعلى درجة كبيرة من التنسيق لتحويلها إلى بيئة صحية تحد من مخاطر الأمراض والأوبئة ذات الأساس البيئي.
الصحة البيئة لم تعطَ حقها ولا تزال أهميتها في الوقاية من الأمراض وما ينتج عنها من وفـــيات وإصـــابات غير ملحـــوظة بشكل كافٍ، كما أنها لا تحظى بإدراك الجميع لكامل جوانبها وتأثيراتها..
بتنا نعيش في بيئة مليئة بالملوثات التي تحيط بنا من كل جانب، وغالباً لا نبحث عن أسباب الداء، غير آبهين بأن التلوث البيئي من أخطر الكوارث الصحية التي نواجهها، إذ إن تدمير النظام البيئي أكثر سرعة وبساطة مقارنة بحمايته.
لا شك أن أثر البيئة على الفرد كبير وملحوظ، وليس فقط فيما يتعلق بالناحية الصحية، حيث تؤدي البيئة الصحية إلى وجود أفراد أصحاء أقوياء قادرين على الإنتاج والإسهام بفعالية في الإنتاج، كما لها أثر كبير على تفكير الفرد وتنمية مواهبه.
ولعل العمل على تفعيل مشروع المرصد البيئي والذي يعمل على إنشاء قاعدة بيانات مهمة ترصد المشكلات البيئية بكافة المحافظات، بات من الضروري لتشكيل قاعدة بيانات لكل الأنشطة الاقتصادية الصناعية ورصد المشكلات البيئية الناجمة عنها واتخاذ الإجراءات لمعالجتها وضبط التلوث بكل أشكاله، وبالتالي العمل من خلال نظم المعلومات في خدمة الإدارة السليمة للموارد الطبيعية وتدعيم عملية اتخاذ القرار.
بالنتيجة.. مسؤولية الحفاظ على نظافة البيئة لا تقع على عاتق جهة معينة بمفردها، هي مسؤولية جماعية لا بد أن يشارك فيها جميع أفراد المجتمع، والأمر يتطلب التوعية البيئية عن طريق الإعلام وإدخال علوم البيئة بالمدارس وخاصة في المرحلة الابتدائية، للعمل على حمايتها والمحافظة، وتعاون الجميع للوصول إلى بيئية نظيفة نقية.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896