بهويةٍ سوريةٍ

تستعد أستنة لجولة جديدة من المحادثات والحوار بين السوريين منتصف الشهر القادم، وسط جملة من المتغيرات والتبدلات والمعادلات في مكافحة الإرهاب، ووسط صخب وضجيج دولي يمر قاسياً على أميركا والكيان الصهيوني ومن هم في قائمة ذيليهما الذين يتحركون ويميلون وفق تحركات الرأسين وميلانهما، وحيث النقاش الذي يدور حالياً حول التنف وشرق الفرات يظهر حامياً، بالإضافة إلى أوراق إدلب التي تزداد سخونة.
فانعقاد الجولة الـ 12 يأتي بعد أن أنضج الجيش العربي السوري جولاتها الـ11 بتحقيقه مزيداً من الإنجازات على الإرهاب، والاستمرار بمعادلة الردع والمواجهة على الجبهات وتكريسها بشكل أقوى وأعمق من قبل، رغم محاولة الضامن التركي متمثلاً بنظام أردوغان التخفي والقفز فوق التفاهمات للهروب من المثلث الذي يبدو أنه يطبق على عنقه جيداً، خاصة من جهة زاوية الضامن الروسي، وأيضاً رغم استغاثات متزعمي الكيان الصهيوني بتكرار عدوانهم على سورية والتي تجلت بشكل أكثر وقاحة ووسط تجاهل دولي لها في 20 و21 من الشهر الجاري بفارق ساعات قليلة، وهو ما قد نراه أيضاً لجهة ترجي الأميركي لإبقاء جنوده المحتلين في التنف مع قرار الانسحاب، تحسباً لمزيد من الإفلاس والاستعصاء بمواجهة حالة الردع هذه، وما تقدمه من تسهيل لحل أزمة الحرب على سورية، وبالتالي تلقيهم انتكاسة أكبر تتنافى مع ما يسوقه الصهاينة عن قوتهم المزعومة، حيث الرد السوري باستهداف المطارات تأخذ أبعادها وتتغلغل داخل الكيان كالنار في الهشيم، وهنا حيث المواجهة أخذت تنتقل مباشرة من الوكلاء الذين يخرون قتلى وصرعى إلى الأصيل الذي يحاول إخفاء حالة الوهن التي أصابت بيت عنكبوته.
أستنة لم يقتل «أخيه جنيف» ومن قتله هم الأميركيون والمتآمرون أنفسهم، وهو بريء من دمه السياسي، هو ما على المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسون أن يفهمه جيداً في مهمته المخلوفة من دي ميستورا، فالتصيّد بما لا يخدم مصالح الشعب السوري وخطوطه الحمر ممنوع، وعلى جعبته أن تحمل مزيداً من مكافحة الإرهاب كخطوة للاستقرار في سورية، وألا تصب في عباءة ممن تبقى من متزعمي الإرهاب وداعميهم، ومنتصف الشهر قد يكون أول اختبار سوري لأجندته التي لم يفرج بعد عن أي من أوراقها.
اللعب بالنار السورية أصبح أكثر صعوبة وخطورة مع تشظي مفرداتها التي حذرت كثيراً من الارتدادات، وإخراج كل المعتدين وإصابتهم في الصميم، تتوالى في مسار الجيش العربي السوري وقاموس الوطنية المقدس، وإدلب وشرق الفرات وغيرهما سيكون لها حكاية وطنية قريبة.. فسلامٌ لك يا وطني.

فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019
الرقم: 16896

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب