ما لم تحققه أميركا في زمن الحصار الماضي على إيران لن تحققه في زمنه الحالي أيضاً، بعد أن باتت إيران قوة عسكرية واقتصادية وإقليمية تعتمد على نفسها تجابه عداوة الغرب والإدارة الأميركية، قوة استخلصتها من الحصار نفسه، وهو ما على واشنطن وحلفائها أن تقرأه جيداً، حيث قوتها وخاصة الدفاعية والردعية غير قابلة للتفاوض، كذلك فإن إصرار الأوروبيين على فرض شروطهم الخارجة عن نطاق الاتفاق النووي قد تدفع إيران لاتخاذ خياراتها المدروسة.
وفي هذا السياق اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الآلية الأوروبية التي أطلقت مؤخراً للتجارة مع طهران، خطوة ذكية للالتفاف على عقوبات واشنطن، معولاً عليها بتعويض خسائر طهران من العقوبات.
وقال ظريف خلال مقابلة مع RT، إن الآلية مجرد تمهيد، وليست آلية مالية بالمعنى الحقيقي، هي مقدمة تمهد الطريق للتواصل بين التجار في الجانبين، ولتأمين العلاقات التجارية بين إيران وأوروبا.
وأشار ظريف إلى أن الأوروبيين لديهم التزامات واسعة مع بلاده وعليهم الوفاء بها، وهذه الالتزامات تشمل ضمان بيع النفط الإيراني والحصول على عائداته واستمرار العلاقات المصرفية، مضيفاً أن كل ذلك جاء في بيان أيار 2018.
ورداً على سؤال بشأن بيان أصدره الاتحاد الأوروبي مؤخراً أكد فيه على مطلبين أساسيين (انضمام إيران إلى لوائح مجموعة العمل المالي، وخوض مفاوضات بشأن الصواريخ الباليستية)، وإمكانية تحول هذه الآلية إلى أداة للضغط على طهران وفرض هذين المطلبين كشرطين، قال الوزير الإيراني إنه على الأوروبيين أولاً الوفاء بالتزاماتهم في الاتفاق النووي، فهم ليسوا بمكانة فرض مطالب على إيران.
وبين وزير الخارجية الإيراني أنه لدى طهران العديد من الخيارات في حال أصرت أوروبا على فرض هذين الشرطين، مؤكداً أنه لا علاقة لهما بالاتفاق النووي.
وأفاد في السياق بأنه إذا كان الطرف المقابل لا يريد الوفاء بالتزاماته في الاتفاق النووي، حينها سيكون لدينا العديد من الخيارات، والانسحاب من الاتفاق النووي أحدها.
من جهة ثانية أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أمس أن بلاده لن تساوم على قدراتها الدفاعية والصاروخية وأن التهديدات الأميركية حيال ذلك لن ترهب إيران، وذلك خلال استقباله عدداً من السفراء والملحقين العسكريين المعتمدين لدى إيران، مبيناً، أن القوات المسلحة الإيرانية تمكنت من إنتاج 80 % من حاجاتها التسليحية والمعداتية في المجالات البرية والجوية والبحرية ومن تطوير إمكانيات تصميم وإنتاج مختلف أنواع الصواريخ ومعدات الدفاع الجوي والأجهزة الرادارية والإلكترونية.
وفي مجال أمن المنطقة أشار إلى دور بلاده في مكافحة الإرهاب في المنطقة وقال: إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أسهمت إلى جانب القوات المسلحة السورية والعراقية في قصم ظهر تنظيم داعش الإرهابي ومنع تقدمه إلى الدول الأخرى وحتى أوروبا.
قائد سلاح الجو الإيراني العميد عزيز نصير زاده أكد بدوره أن إيران تمكنت من الحصول على التقنيات الحديثة في العالم بما في ذلك صناعة طائرات من دون طيار من الجيل الخامس.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا عن نصير زاده قوله أمس: لقد عملنا على تحسين أسلحتنا السابقة وصنعنا أسلحة جديدة مطابقة لأحدث التقنيات، مبيناً أن صناعة الطائرات في إيران تقدمت بشكل جيد وتم تطويرها في سلاح الجو لتحسين قدرات الجيل الثالث من الطائرات إلى الجيل الخامس، مشيراً إلى أن بلاده أصبحت الآن مكتفية ذاتياً فيما يتعلق بقدرة الطائرات الإيرانية من دون طيار.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905