أشبعتنا الحرب أحزانا وأرهقتنا آلاما ،خطفت الكثير من أحلامنا وبقايا أماني تم تدويرها لأبنائنا، هي الحرب عندما تحط أوزارها تنقض على أيامنا وليالينا لتفرغها من الفرح ،وتغص القلوب بحسرة الأيام الخوالي ،هذه الحرب التي أرادها الطامعون والحاقدون والغادرون ..شغبا ونهبا وقهرا ودما، ولم يكن لهم ما أرادوا ،هذا ليس استنتاجا بل واقعا فرضه نصر استثنائي حققه أبطال جيشنا العربي السوري وصمود شعبنا الوفي .
نصر يروي تفاصيله ..حكاياته ،شهداء أحياء قدموا جزءا من أجسادهم ليبقى الوطن ومن خلال برامج تحاول بلسمة جراحهم يتحدثون بمزيد من التواضع وكأن ما ضحوا به في أرض المعركة لا يستحق الشكر لأنه واجب وطني .
والمشاهد لأي نوع من هذه البرامج وعلى قنواتنا الإعلامية ،يشعر بالفخر والاعتزاز بالنفس، ويتزود بطاقة إيجابية تمنحه القوة والشجاعة والعزيمة لمواجهة جراحه والتصبر على نكبات الدهر وتصاريف الزمان ،بمجرد سماع نبرة صوت هؤلاء ،القوية الواثقة المليئة بمفردات التحدي والأمل والتفاؤل والعزيمة لبناء الغد الأجمل .
اليوم وفي زحمة ضغوطات الحياة والهرولة وراء لقمة عيش وتداعيات حرب تخط مجراها على طموحاتنا ،اليوم نحن بأمس الحاجة إلى إعلام يمدنا بأسباب الجد و الاجتهاد والمثابرة ..عبر برامج تحفزنا لخوض معركة البناء بثقة ..تعلمنا كيف نخلق من الضعف قوة ،وكيف نصنع من الدمار عمارا،ومن الموت حياة ومن اليأس أملا .
منقدر ..برنامج استطاع أن يقدم وجبة دسمة من الأمل والتفاؤل والتشجيع بدقائق معدودة عبر حكايات لعمالقة قهروا المستحيل لتحقيق أحلامهم ،برنامج يصر مقدمه أن لا مبرر للشعب السوري تحت أي ظرف تغييب طوعي أو قسري لأحلامهم ومن الآخر يختتم بقوله «..لا تستسلموا،مهما مريتو بظروف بشعة ضلوا احلموا ..لأننا منقدر …»
رويدة سليمان
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905