بين تخبطات الغرب ومعهم اتباع الوهابية والاخوانية، وبين وملامح النصر الاخير للجيش العربي السوري تتضح الحكاية حول تلونات (المارقين) وتغيير أنماطهم بما يتوافق مع رؤية ذلك السيد الغربي وبشكل حصري الاميركي، لتبقى في ذات الاطار حتى حدوث العكس.
فالقرارات تتدحرج في المسار ذاته، وتعطى الأوامر من المتحكم الفعلي في سير العمليات تلك، والذي يملك أجهزة التحكم في أي قرار، فمعروف أن موجاته وذبذباته تصدر بشكل حصري من بيت العم سام.. حتى ولو نفد صبر التركي.. او تذمر الخليجي.
إذا ما تقاطعت تلك الصيحات بمشهد العمل الاميركي الذي لا تزال واشنطن تراهن عليه في المنطقة لتكتمل الصورة ونصل الى النتيجة ذاتها التي ينطلق منها بعض المراهنين من خلال ما حصل وما يحصل على الصعيدين السياسي والعسكري، وضمن اي اطار، وتحت اي بند.
فأميركا تعمل جاهدة على إنقاذ ارهابييها وإعادة ترتيبهم وتوزيعهم في منطقة الشرق الاوسط وإعادة ضخهم في الميادين.. سواء داخل الجغرافية السورية أم خارجها.. قبل الانسحاب الملغوم أو بعده.. فالمدرك للعقلية الاميركية يعلم أن المشهد بالنسبة لها هو مشهد متكامل ككل، يقوم على إقامة الفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط وبالتالي ضرب كل من يعادي إسرائيل حليفتها الاساس.
لكن دمشق قالتها وستبقى تقولها على الملأ..المنتصر هو من يفرض الشروط.. والجواب السوري على ترهات وفبركات الغرب، وأوهامه في المرحلة القادمة فندتها وتفندها دمشق بتأكيدها أن التراب السوري غير قابل للتفاوض، وتحالفاتنا ثابتة مع محور المقاومة ونحن جزء من محور منتصر.. وما يقدم لدمشق اليوم اعتراف غير مباشر بالحاصل الميداني.
ومن قادتهم أوهامهم الى الاعتقاد بأنهم قادرون على لي الذراع السورية، مازالت بصيرتهم ترى خارج الواقع الحاصل، بحيث لم تصل بعد الحقيقة المحدثة بسواعد الجيش العربي السوري الى مداركهم الفقيرة، سواء في سنوات الربيع العربي المشؤوم او حتى قبلها.
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905