هو أردوغان حامل لواء الإرهاب وعراب جرائمه، يفضح في تعاطيه مجدداً ارتفاع منسوب شهيته للقتل وسفك الدماء، فنجده يفتعل لنفسه مسبباً أو مبرراً يدير من خلاله أجنداته ويرسم أهواءه في حدود تلك التصورات الوهمية، ويتعامل على أساسه لتحقيق أهدافه البعيدة والقريبة، وفي كل ما يخدم أجنداته العثمانية التوسعية في منطقتنا.
وضمن منظومة تكامل حلقات الأدوار الإرهابية التركية، تتصدر أهدافه وأولوياته الشيطانية لإعادة تسخين ملف الشمال السوري عبر صور الدعم اللامحدود للإرهاب سواء تنظيم (داعش) أو (جبهة النصرة) وآخرين من مسمياتهم، انطلاقاً من أوامر خرق الهدن لمرتزقته عشرات المرات، وضرب القرارات والاتفاقات الموقعة مع موسكو بعرض الحائط.
فمعروف أن الشمال السوري بات يكتب خواتيم الرواية الإرهابية المفتعلة في سورية بأياد الجيش العربي السوري، وهو ما لم يكن بالحسبان التركي الأميركي، فكان لابد من دفع جديد نحو تصعيد إرهابي يقدم سبل إضافية لاستمرارية المشهد الفوضوي الإرهابي هناك، ولا سيما أن تعثرها على طرقات دمشق حلب، وحلب اللاذقية بات واضحاً من خلال ضغوط موسكو وانتصارات الجيش العربي السوري التي أخذت تسير بها بغير اتجاهات أهوائها التوسعية.
لتلك الأسباب يلهث اردوغان وراء اختطاف اللحظات الاخيرة من فشل مشروعه العثماني التوسعي للحاق بأي جديد يعطي له أمل جديد، بعد أن انهارت كل محاولاته لأخونة المشهد وجعله داكناً يملؤه الحقد كقلبه الأعمى.
لكن أنقرة تعي تماماً أنه في حال فشلها في تنفيذ التزاماتها باتفاقي موسكو وسوتشي، فإن الخيار العسكري سيكون حتمياً، وكما كل مرة فإن الجيش العربي السوري سيكمل درب التحرير وهو جاهز لكل الفرضيات التي يحاول الاحتلال التركي ومن معه من دول العدوان فرضه في المنطقة وعلى سورية بشكل خاص.
نافذة على حدث-إدمون الشدايدة