ثورة أون لاين -عزة شتيوي:
لم تُفاجئنا بالأمس مخالب بريطانيا التي وثق “موقع الميدل ايست اي” دورها في الحرب على سورية.. وتصنيعها لما تسمى “المعارضة المعتدلة” من صلب الايديولوجيات المتطرفة، وتحت عدسات الفبركة والتزوير، وتغيير الرأي العالمي تجاه الأزمة “برومونت كونترول” الإعلام والمخابرات.. لم يُذهلنا ذلك الترابط الوثيق بين المجموعات الإرهابية ولندن وتلك البروبغاندا البريطانية الإعلامية التي مهدت لظهور الجولاني والبغدادي بياقات سياسية وافترشت لهم السجاد الدبلوماسي وتنقلت بأحزمتهم المتفجرة بين عواصم العالم.. وتحت بزات حضور المؤتمرات حول الحل السياسي ..
ولم نستغرب أيضا من كل ما فعلته وتفعله لندن.. فهذه هي بريطانيا تاريخياً مركز التصنيع الحصري للمجموعات المتطرفة وصاحبة “الامتياز الأول” في اختراع الأحزاب والتنظيمات الدينية المتطرفة، وتوريدها إلى المنطقة لتفجيرها عبر حركة الأخوان المسلمين التي نشأت وترعرعت في أحضان البريطانيين، ودرست في مكاتب استخباراتهم أسس خراب المنطقة وتفخيخها سياسياً، وتفكيكها بأسنان الفتن والإرهاب..
هذه هي بريطانيا.. بتاريخها الأسود الملوث بطاعون الاستعمار.. ووعد بلفور.. ووباء تصنيع التطرف، فكيف لا تكون الذراع الإعلامي والاستخباراتي الحامل للمؤامرة على سورية، وهي المخلب الأميركي الذي تقرن في أيدي حكام البيت الأبيض.. كيف لا يكون استثمار خبرتها في تدريب الإرهابيين على أصول الأكل السياسي بالشوكة والسكين، وهم يُخبِّئون في بطونهم القنابل المؤقته !!
بالأمس فضح موقع “الميدل ايست” جزءاً بسيطاً من دور لندن.. فما قامت به المملكة في العلن يوازي الخفية.. وكلنا لا يمسح من ذاكرته لحظات العدوان الثلاثي مع باريس وواشنطن على سورية، وذهابها أي لندن لخيار(الضربة العسكرية) والذي علق به ديفيد كاميرون (رئيس الوزراء البريطاني حينها) أكثر من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما فوق الشجرة، ولقي استياء من مجلس العموم البريطاني في ذلك الوقت، فكان التواصل مع روسيا وطلب النجدة الدبلوماسية منها بمثابة السلم السياسي للنزول من قمة الحماقة البريطانية..
لندن صاحبة “التاج الملكي” تجرُّ ذيول الإرهاب، وتتورط في سفك دماء السوريين في السر والعلن، وما تنشره صفحات الإعلام من وثائق حول ذلك، ليس لتضيف إلى ذاكرتنا فهي متخمة بأدوارهم عبر عشرات السنين.. ولا هي اعتراف مجاني، فالتوقيت له معنى، ولتقطير التسريبات معان أخرى في حسابات الغرب ..
قد تخلق مثل هذه التحقيقات الصحفية خلخلة في شعبية الحكومة البريطانية، وتضغط عليها لتبرز قذارة الدور البريطاني المتستر وراء واشنطن وإدارة البيت الأبيض.. هنالك الكثير من الاحتمالات وخاصة مع انتشار وباء كورونا وكم الأفلاس الذي أظهره رئيس وزرائها بوريس جونسون.. كل ماقالته بريطانيا.. ستفقدون أحباء لكم.. فبدت عاجزة ازاء الفايروس وهي المتورطه بالحروب في المنطقة منذ قرن..
هذه بريطانيا صاحبة المصائب الكبرى في المنطقة.. من وعد “بلفور” حتى لحظة تسريب الوثائق عن الدور القذر في الحرب على سورية.. بريطانيا التي باتت ساعتها المشهورة رمزاً لبلد تصنيع الحركات الإرهابية، وتدريبها وتبني ايديولوجيات التطرف ووضعها في خدمة الأجندات السياسية الغربية.. ولكن
على الصحف التي توثق أدوار الغرب في الحرب على سورية أن تكمل الحقيقة، وتوثق أيضاً انتصار الشعب العربي السوري الذي هزم تاريخ تلك البلدان وخبرتها وترسانتها العسكرية بالمقاومة والإرادة…
وثائق تورط بريطانيا في سورية نشرت بالأمس بالتزامن مع مواجهة الجيش العربي السوري لرتل من الاحتلال الأميركي و إجباره على التراجع والعودة…. يبدو أن سلسلة فضائحهم وهزيمتهم ستبقى مستمرة !!