من خلال ما حصل ويحصل في مشهد المنطقة برمته، تتوهم الولايات المتحدة أن تحالفها الإرهابي مع الكيان الإسرائيلي يجعلها في طور متقدم في المنطقة، ويؤسس لمراحل ضرب المقاومة بحسب أجنداتهم، بعد أن أدرك الكيان الغاصب الحجم الهائل لقدرات محور المقاومة وتعاظم دوره في المنطقة كلها، بحيث لم يعد بالإمكان مواجهة ذلك المحور وتقدمه الملحوظ على جميع الصعد.. فكان لا بد من بدائل إرهابية سواء ميدانية أو اقتصادية أو قرارات مجحفة تذهب بخواتيمها لتصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل.
رياح الأحداث والأفعال التي تتحضر تجري بما لا تشتهي سفن “الكيان الإسرائيلي” وأميركا.. فعلى عكس إستراتيجية “الضم” التي نصت عليها “الصفقة” الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، تترسخ بشكل أكبر وأعظم سياسة المقاومة بمفهومها الواسع الذي لطالما كان الوجه الأبرز في التصدي لمنظومة العدوان ومشاريعها الهدامة، وتحضر المرحلة لإطلاق مقاومات تملك كل مقومات الاستمرارية حتى النهاية، وحتى النصر وتحقيق الحرية لشعوب المنطقة.
الأمر ليس تخميناً ولا تحليلاً ولا يتعلق بمجرد مشاعر، بل هو في صلب الحديث شبه اليومي القادم من داخل الكيان الإسرائيلي المحتل.. والذي يقول بأن التهورات الإسرائيلية لن تغير الواقع، ولن تؤدي إلا إلى المزيد من المقاومة، إضافة إلى تراجعها عن خطط الضم الإسرائيلية.
إذاً هذا يدلُّ مسبقاً على فشلٍ جديدٍ سيحصده الأميركي والإسرائيلي.. فلطالما كان محور المقاومة يملك استراتيجيات الرد المعدة مسبقاً، والتي تضع كل الاحتمالات وكل السيناريوهات في حساباتها.. وبالتالي فإن أصحاب الحقِّ يملكون كامل الإرادة في الدفاع واستخدام أوراق الدفاع عن تلك الحقوق في المكان والزمان المناسبين.
نافذة على حدث- إدمون الشدايدة