الحرباء التركية كما هو معروف ومؤكد تغير لونها وفقاً للمتغيرات والطقوس السياسية التي تفرزها بشكل أو بأخر معطيات الميدان وانعكاساتها، حتى باتت نموذجاً يمشي عليه ذلك الأخواني، وعنوان تعامله الرئيسي، على امتداد المراحل، حيث إن طبعه العثماني غلب على تطبعه الذي يحاول إظهاره من خلال اللف والدوران في الاتفاقات التي كانت أحد أهم الأسباب في فضح تعاطيه معها، إضافة لبعض التصريحات التي لا تتماشى مع أهوائه الإرهابية.
فما يصدر من داخل أروقة أستنة أو من خارجها عن رئيس النظام التركي ما هي إلا متابعة لأكاذيبه ودوران منظم حول محور الإرهاب.. الأحداث سريعاً ما تغرق في رمال المماطلة التركية في ظل مواصلة الأخواني أردوغان التراخي الابتعاد عن أي قرارات تلزمه بالامتناع عن دعم الارهاب واحتضانه، والاستعاضة عنها ببحثه الدؤوب عما يرضي غروره العثماني ضمن أوهام (المنطقة الآمنة).
وفي خضم ما يحصل وبالتعبير الصحيح الدقيق فهو ضامن للإرهابيين وللصوصه الذين يعملون ليل نهار لسرقة المقدرات السورية، من نفط ومحاصيل زراعية، إضافة لما استطاعت يداه الإرهابية إليه سبيلاً.
والأمثلة كثيرة من سرقة المعامل في حلب، وسرقة المحاصيل الزراعية، وحرقها ونهب النفط السوري.. أما الحسكة اليوم فهي شاهد على أكبر جرائمه التي تتلخص في عنوان الإبادة الجماعية لأكثر من مليون شخص محرومون بفعل إرهابه من المياه.
وباستعراض سريع لمجموعة من المحطات خلال الحرب المفتعلة على سورية يبدو جلياً السلوك التركي المعرقل لسير عمليات الجيش العربي السوري في مفاصل ميدانية مهمة كان الهدف منها ولا يزال إعاقة الجيش السوري ومنعه من تنفيذ أهدافه في القضاء على الإرهاب.
لكن كل تلك المحاولات مهما تصاعدت أو اشتدت أوزارها، لن تشكل إلا مزيداً من صمود منقطع النظير أظهره ولا يزال الشعب السوري خلال عشر سنوات من الإرهاب من خلال التفافه حول الجيش العربي السوري وثقته بمتابعة مسيرة التحرير إلى أخر شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية.
نافذة على حدث- ادمون الشدايدة