يمر هذا العيد, مختلفاً عن سابقاته, لكنه يحمل في عبقه صلوات الآباء لأبنائهم المفقودين ، صلوات لعودة الغائب وتحريره من براثن عدو لم يستثن الطفل الرضيع من وحشيته التي طالت البشر والحجر..
العيد في روح أهل لبقايا صور لأجساد سرقت داعش الإرهابية وكل أعداء سورية النظر والسمع والذهاب والجيئة لشباب بعمر الورود “جرحى الوطن” وكل مابقي لهم أرواح ترقص على نعش وقهر الاحتلال والعدوان في استرداد حق الحياة ومصير الإنسان بالتحرر وسيادة الوطن
رغم الجراح العيد روايات أبطال بقيت الحارس الأمين لسياج الوطن، لم تفقد العزيمة والإصرار لمواصلة الدرب، يتحملون المشقة ويلتصقون بقضاياهم الوطنية وأرضهم والهوية ويقفون في وجه العدوان بأشكاله السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، فهم منظومة مُثل وأخلاق تجسدها رواياتهم وانتصاراتهم المشرفة…
تواضع مظاهر العيد لسنوات خلت من أشكال ألعاب وملاهي وطعام بغض النظر عن تكاليفه في ساحات الوطن يأتي وباء كورونا المستجد ليختصرها على قسط متواضع من فرح الأطفال، يقتصر على لمة أهل وأحبة وعيديات متواضعة وإطلالات من شبابيك وفضاءات بلون واحد..
كل ظروف الحياة والحرب وتتالي الأعياد بمظاهر بسيطة أثمرت بنية إنسانية عملية، لم تحرم الإنسان السوري من التعبئة الروحية والتسلح بالوعي بأننا في مكان جغرافي ذي وضع خاص، ولابد أن يزول الخطر ولابد أن تستمر الحياة بحلوها ومرها وفرحها بعيدها الأكبر في النصر وتحرير كامل الأرض السورية…
رؤية- هناء الدويري