على مقربة من إعلان توقيت حسم معركتها حسب روزنامة التحرير، ووفقاً لما هو مدرج بالاستراتيجية السورية، تعود إدلب لصدارة الأولويات العسكرية، بعد أن فُردت على الطاولة الميدانية السورية خرائط تجفيف أكبر خزان إرهابي على الجغرافيا السورية .
وما بين ترقب قلق من النظام التركي، ومناورته على وقت مستقطع عبر رفد (النصرة) بإرهابيين جدد، وبين إصرار سوري على ردم بؤرة الارهاب الشمالية، تتبدى بوضوح تفاصيل وحيثيات المشهد، فإدلب اليوم باتت على صفيح ساخن من فوضى ارهابية، بعد إطلاق اردوغان يد (النصرة) لتتمدد على حساب الفصائل الارهابية التي تناحرت حتى الاحتراق على تخوم مشهد الأطماع التركي .
فسليل العثمانية البائدة الذي لا عهد له، ولا مبادئ نظيفة تحكم سياساته، أشعل فتيل احتراق منطقة الاتفاق ليتنصل من تعهداته، وجعل من فصائل إرهابه حطب طبخته المسمومة، فطعنُ المرتزقة بمقتل تبعيتهم ورميهم الى محرقتهم بعد نفاد صلاحيتهم التخريبية، سمة متأصلة في نهجه الوصولي الانتهازي، وعرفٌ متبعٌ في متلازمة اطماعه.
وقاحة الفعل التركي بدعم (النصرة) رغم تعهدات أنقرة في سوتشي، ليس مستغرباً، بل متوقع من النظام التركي، فأنياب الشراهة لقضم مساحات من الارض السورية جلية بوضوح لكل متابع للحراك التركي بالشمال واستطالته نحو الشرق، ولو حاول المواربة والتمويه بذر رماد التعمية على خبث مقاصده، ممتطياً ذرائع الحفاظ على أمن مزعوم أو الاصطياد بعكر الانسحاب الاميركي عبر التهليل لفكرة (منطقة آمنة) تكون تحت سيطرته.
أردوغان اليوم يمشي على خيط رفيع من وهم، لن يستطيع احتمال الأرجحة عليه كثيراً وسقوطه إلى هاوية فشله مرتقب ومحتوم، فالتقلب بالاصطفافات والاستدارة حسب المصالح بين واشنطن وموسكو هذه المرة لن يفيده، فلا روسيا تقبل بزئبقيته، ولا شريكة إرهابه أميركا سيهمها حاله طالما هو متخبط في دائرة حماقاته، يخرج من فشل ليقع في بئر هزيمة، بل على العكس سترمي به واشنطن الى قارعة التخلي ليلملم رماد أوهامه عندما ستدق ساعة الحسم السوري المرتقب.
وحدة الأرض السورية خط أحمر، وأولوية في الثوابت السورية، وحقيقة مرة سيبتلعها اردوغان مختنقاً غيظاً بأشواك خيباته، فالجيش العربي السوري بالمرصاد للمعتدين، وقادرعلى قطع اليد التي تتطاول على وحدة سورية.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 8-2-2019
الرقم: 16905